غفت عينا أبي قليلا
كتبت : الشاعرة آمنة ناصر
غبت عني دون أن تدري
كم في فقد الأب الفتاة تشقى
قل لي في بعدك يا أبي
أي بهجة في عيني تبقى؟
بعض الرماد أحسبه دفئا
إذ هو جامد في موقد بارد
أكحل به الأفقا.
ريشتي صامت عن نور الشمس
حتى النهارات صار طعمها غسقا.
ما زال لي بعض بتلات الفتنة
و سبحة سوداء كانت
لا تفارق لك العنقا.
ما زالت عصاك الخشبية
أخالك عصرا تتكىء عليها
لتبلغ حوضا في نهاية المصطبة
كي تعود حاملا لي الحبقا.
هذي عصاك اليوم أقبلها
حيث التصقت كفك على قبضتها
يدك مطر عطاء كنت اتبارك بها
فأحسبني ملكة غزت الشرقا
قميصك الأزرق أحضنه
اشمه..أبحث في جيبه
عن ورقة فيها قصيدة
عن شلح حبقة او منديل
خبأت فيه دمعا او عرقا
لم تمت أبي.
إنما غفت عيناك قليلا
لتعاقبني على تقصيري
لتلهمني بعض التقى
غفت عيناك
حرمتني ابتسامهما
حرمتني نور الحياة
فهجرت عيناي الحدقا
لو أزهرت كل الأقمار في دربي
دون دعائك، ابي ،كيف لي أن ارقى؟
رباه..يا من تدبر الكون برمته
نور قبر أبي
وابق في صدري له الشوقا
يا طائر الدوح إذا التقيت ابي
بلغ سلامي له وحبي الأنقى
إحمل شوقي أليه وحبي الأنقى
الشكر لموقع ميزان الزمان على نشر ودعم الأقلام والكلمة الصادقة .