شارك الباحث الأستاذ نزار ديراني في المؤتمر الذي ينظمه المنتدى الثقافي الأسترالي العربي برئاسة الشاعرة أميرة عيسى وذلك عبر تقديمه مداخلة تحت عنوان :
“وطن في الغربة: شؤون وإنجازات”
والذي سيجري في شهر تشرين أول ( أوكتوبر ) ٢٠٢١، في سدني وعبر تطبيق الزوم للمشاركات والمشاركين من خارج استراليا.
نذكّر الأساتذة الباحثات والباحثين بالمواعيد التالية:
ارسال ملخص البحث في مدّة أقصاها: ١٥/٤/٢٠٢١
ارسال البحث كاملًا في مدّة اقصاها:
١٥/٧/٢٠٢١
هنا ملخص بحث الباحث الأستاذ نزار ديراني/ ملبورن، أستراليا ;
العمق التاريخي للهجرة ودور المهاجر في وصول البلد الى مفاهيم المواطنة الحقة العراق نموذجا
نزار حنا الديراني
يتضمن البحث :
مقدمة تاريخية : يتناول مفهوم الهجرة والنزوح ومن ثم تناول البحث باختصار الهجرة عبر التاريخ وأسبابها بعدها ركز في بحثه هذا الى مفهوم الهجرة المعاصرة أي منذ الحرب العالمية الاولى وقسمها فترات زمنية عدة:
1- بعد الحرب العالمية الأولى : وكانت على أثر حدوث العديد من المذابح في المنطقة والتي بدأت في تركيا مرورا بأيران والعراق وكما في سوريا وفلسطين ولبنان و… وفي نهاية الأربعينات حصلت هجرة أخرى .
2- بعد منتصف القرن العشرين : نتيجة للوضع السياسي حصلت موجة ثانية من الهجرة بحثا عن حياة وفرص أفضل ، وبدأت هجرة الكفاءات العلمية في العراق منذ عام 1963 وكان أكثر هؤلاء يسافرون من أجل العمل والإقامة المؤقتة، ثم يعودون بعد فترة ومن ثم بسبب الحروب الداخلية بدأت موجة أخرى كانت هجرة داخلية أولا وعلى أثرها خلت مئات القرى في شمال وجنوب العراق من سكانها لينتقلوا الى المدن الكبرى وكانت هذه أكبر ضربة للاقتصاد العراقي الزراعي ، وبسبب صعوبة العودة الى قراهم والصعوبات الاقتصادية اضطر العديد منهم بالهجرة الى خارج الوطن .
3- منذ سنة 1980 وحتى 2003 : بسبب الحرب العراقية الأيرانية شهد العراق موجة جديدة من الهجرة وكانت في معظمها جيل من الشباب الذين كانوا يفرون من جبهات القتال وكانت خريطة الهجرة هذه مليئة بالمخاطر،كان عليهم السفر الى سوريا أو تركيا أو الاردن سواء من خلال الحصول على جواز سفر بطريقة ما أو من خلال قنوات التهريب الى دول الجوار للمكوث هناك ومن ثم البحث عن وسيلة أخرى للوصول الى دول الغرب . وقد وثقت منظمات حقوقية وإنسانية حوادث غرق لمئات المهاجرين في بحر إيجة بين تركيا واليونان، ومنهم من كان ينقل بسيارات مجمدة مهيئة لنقل اللحوم فأحيانا كانوا يتجمدون ويفارقون الحياة
4- بعد سنة 2003 : بعد الإحتلال الأمريكي للعراق وما تبعه من حرب طائفية وفساد سياسي ومالي دفع بمئات الآلاف لمغادرة بلدهم بشكل دائم ، أو لعدة سنوات حتى استقرار الأوضاع وعودتها إلى شكل طبيعي .
بدأت هذه المرحلة بالهجرة العكسية أي النزوح من المدينة الى القرية أو المدن الصغيرة وخصوصا في شمال العراق (كونها آمنة) ومن ثم الى بلدان الجوار وكان من أسبابها هرباً من الأوضاع الأمنية المتردية والتهديدات التي تلاحقهم من جهات مجهولة والقتل على الهوية والتهجير القسري، وتردي الأوضاع الاقتصادية، فضلا عن التفجيرات والاغتيالات وعمليات الخطف التي كانت منتشرة وخصوصا في بغداد وكذلك حل الجيش العراقي وطرد العديد من الموظفين من دوائرهم وحرمانهم من مصدر عيشهم …
وبعد 2014 وبسبب جرائم تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) ، إضطر أكثر من ثلاثة ملايين مواطن إلى النزوح من ديارهم بحثاً عن الأمن
العوامل التي شجعت الهجرة
ومن بين أهم العوامل الدافعة الى هجرة الاشخاص يكمن في المعلومات الشفهية والكتابية التي حرص المهاجرون على تناقلها الى الذين في الداخل والتي تطرقت إلى موضوعات مختلفة، ما بين فرص العمل والدراسة بالاضافة الى الثقة في الحصول على صفة لاجئ عند الوصول.
هذا من جانب ومن جانب آخر ما ساعد على الهجرة الجهد الاستثنائي الذي بذلته قيادات التحالف ومنظمة الأمم المتحدة للإغاثة والتأهيل وكذلك مفوضية الأمم المتحدة السامية للاجئين ، لتهيئة مخيمات في بعض دول الجوار لاستقبالهم وإعادة توطينهم مع توفيرها المأوى مستفيدة من إقرار الاتفاقية المتعلقة بوضع اللاجئين والذي يتضمن الحوافز العديدة التي يمنحها قانون الهجرة للمهاجر من بينها تسهيل إجراءات الحصول على التأشيرة ومعادلة الشهادات العلمية وبطاقة الصحة والرعاية الاجتماعية وغير ذلك .
الفعل وردة الفعل ما بين المهاجر والدولة المستقبلة له
يسرد التاريخ قصص أزمات كثيرة للهجرة كل هذا وضعت المهاجرين أمام تحديات بعيدة المدى إزاء الاندماج سواء على الصعيد الاجتماعي أو في أقسام وقطاعات اقتصادية أخرى فوضعت المهاجر في مواجهة نماذج مختلفة من الأشكال الحياتية وخصوصا القادمين من مناطق ريفية.
وكذلك ردود فعل لمواطني هذه الدولة المستقبلة تجاه المهاجرين …
دور المهاجر في ارساء الاستقرار في بلده الاصلي لوقف نزيف الهجرة
فثمة قانون تاريخي لا يخطئ في علاقة المجتمع بالنظام السياسي ، فمن اجل دفع المواطن العراقي بالتشبث بوطنه وعدم التفكير بالهجرة لا بد من العمل الى الوصول الى نظام سياسي مدني ومجتمع مدني مبني على المواطنة كثقافة كون العراق بلد متعدد الأثنيات والاديان والطوائف الدينية ، من هنا يبدأ دور الفقيه السياسي والمثقف في الداخل والخارج .
لذا إن إزالة أسباب الهجرة والتي لازالت موجودة هي المفتاح والحل لمنعها كل هذا يتحتم علينا العمل على العمل بخطين متوازيين :
في الداخل وكذلك في الخارج …