لأنساك
أحتاج أن أستبدل عيني بأثنتين من زجاج
لكي لا يرفّ لي جفن كلّما جئت بالحديث
على شكل ضوء
هذا أنت
تباغت عينيّ دائماً ككشاف سيارة مسرعة
لا تسمح لي بالقليل من الوقت
لأعرف لونها
أو شكلها
أو أي قلب يقودها
كل ما استطيع رؤيته هو مرورك مسرعاً
كلما حاولتُ قطع الطريق نحو نسيانك
قبل أن يغسلني ضوءك
حتى إذا ما أوصدت باب غرفتي
واستفردت بالمرايا
فضحني تبلل جسدي بوجهك
هذا أنت
تقف دائماً بمنتصف كل شيء
بين أحبك لرجل آخر
وبين محاولتي للهروب منها
بين أن أكون شجرة
وأصير حطباً في مدفأة
بين ليل طويل يصير حلبة
لذاكرة هائجة أمام دمي القاني على منديلك
وصباح بارد يوقظ شهوة البكاء
لأنساك
ينبغي عليّ أن أؤمن بأن ساعي البريد باع دراجته
عندما بُتِرت قدماه
وأن الريح اقتلعت صندوق الرسائل أمام بيتي
لأنساك
أحتاج أن أقنع العصفور على نافذتك أنه ليس أنا..