عروة يقرأ وِرْدَ الياسمين:
هذا العمل الجديد للشاعر والأديب الدكتور محمد توفيق أبوعلي، عميد كلية الآداب في الجامعة اللبنانية سابقًا، لو أطلقنا عليه عنوان “عروة يقرأ ورد العاشقين” لما شططنا في تسميتنا، ولما افترينا على شاعرنا الكبير. فليس أكبر من العشق حاديًا له في ديوانه الجديد هذا.
عشقٌ يبدأ ببر الوالدين، عُروَتَيْ الشاعر، اللذين لروحيهما أهدى ديوانه؛ ومن ثمّ يعرّج على بيروت المكلومة فيهديها القصيد تلو القصيد، ويرتفع بها إلى أعلى مقامات العشق وأحواله؛ وبعد ذلك ييمّم شطر فلسطين القضية والهوية والبوصلة الأبدية، فيسقي ترابها من ندى حروفه، ويمسح رأسه ورؤوس قرائه بزيت زيتونها؛ ولا ينسى في ترحاله هذا العبور على العراق الجريح وعلى بادية العرب ولا ينسى من تجواله هذا كنيسة نوتردام التي نكبها الحريق.
وبين ومضات وخواطر وحكايا عروة بين الثائرين في بيروت، يجعل الدكتور محمد توفيق أبو علي من صعلكة الصعاليك تعويذة حب ضد طغيان الطغاة وضد ظلم الظالمين. إنه جوع إلى الرغيف المغموس بإدام الكرامة والعنفوان.
ليس لمثلنا أن يقيّم أسلوب الدكتور محمد توفيق، فهو إمام الشعر والعروض، الذي تنقاد له القوافي والأبيات من تلقاء ذاتها، والذي باحت له الضاد بأسرارها منذ زمن بعيد.
للدكتور محمد توفيق أبو علي تحية مودة وشكر، مع أطيب التهاني بمناسبة صدور عمله الجديد “عروة يقرأ وِرد الياسمين”.
# الكاتب بلال رامز بكري