تحبها …و تكرهها ..” هكذا أخبرني التوليب ”
في قرارة نفسها …
كانت معجبة جدا بجارتهم الجديدة بعد ثلاثة أشهر فقط على قدومها الغريب من مدينة لا تعرفها …بلباسها الذي لم يكن يراعي أبدا طبيعة
الحي الذي يسكنونه ….بتفلتها .. و بطريقة حديثها على المحمول في الشارع ..و على سلالم المبنى و هي تضحك ضحكتها التي تفتح
الأبواب على نفسها لتنظر في مصدر رائحة الأنثى الهاربة من كل قانون و عرف … و الغارقة في لا مبالاة مجنونة ….
هي المأخوذة من حيث لا تدري …..بطريقة تكوير نهديها في “الستيان الدانتيل ” بشكل غريزي خادش و فاضح …بالقميص الذي كان
يترك لملتقى الثمرتين المتوحشتين …فرصة لينال من الضوء..مواعيدا … مع عيون تتسلق جسدا ناضجا ولذيذا بعنف فاكهة إستوائية
تستفز الغدد اللعابية حتى في جدار أصم …
إعجابها ببنطالها الجينز الممزق فوق الفخذ و الركبتين… كان موجعا و سافلا …و كذلك بعطرها الذي يجعل الأبواب و الشبابيك و
الأزقة تأكل نفسها في رغبة تتكرر و تنفجر بذات العنف و القسوة و الانتصاب…كل ما كانت ترتدي تلك التنورة القصيرة و تعبر …
التنورة التي تتحدث _ بكل اللغات _ عن ساقين كانتا كجسدها الأسمر بكله …قد شبعتا من حمام الشمس التي شبعت هي بدورها من أكله
و مضغه بكل تفاصيله الشابة و المستفزة في مسبح الفندق ذي النجوم السبع عندما لبت دعوة صاحب المعالي ليعطيها درسا في الجغرافية
و التاريخ و التضاريس و القليل من الوعود بدروس في الإدارة و السلطة و الاقتصاد …
الجسد الذي ظل يهتف كتمثال برونزي لآلهة شبه عارية في متحف ….أو مزاد لبيع التحف …
لم تكن “هي “تدري أساسا لماذا أعجبت بجرأتها و بلسانها الطويل و السليط أيضا …و الذي لا يمل و لا يتعب من المساس بالحشمة و
خلع أظافرها بكالبات الكلمات النابية التي تخدش الأنوثة و الرجولة معا عندما تغضب …
و كل ما تحرشت باللغة بحمق تلميذ لا يعرف الخبر من المبتدأ و المرفوع من المنصوب …كل هذا عندما تكتب على صفحتها على مواقع
التواصل الاجتماعي في ذروة القرف و الملل من حياة لم تعطها حظها -الذي تزعم أنها تستحقه – و كأنها كليوبترا التي لم تركب على
العرش بسبب تغير الظروف قبل بداية حكاية لم تبدأ …مع قيصر لم يعرف لا تاريخ والديه و لا نسبه ….و مع أنطونيو الذي لم يولد …
و حيثما عبرت فغازلها عابر سبيل و تحرش بها سائق سيارة أجرة أو بائع في السوق … بكرش متدل …و عيون غائرة تهدلت و
احمرت من تعاطي الحشيش ….و اسود ما تحتها ….يا ابن ال….
و كأن الشتيمة على شفتيها بضاعة لا ترد و لا تبلى ….و لا تبدل ….
أجل كانت معجبة بطريقة مكياجها الهادئة حينا و الصارخة أحيانا و أحيانا ….بطريقة تعاطيها النفسية مع جسدها و مع محيطها عندما
يلعب القمر بدمها ..فتكتئب و تنزف …من خصوبة تختفي بأحشائها ….فتقلب الصباح رأسا على عقب ….
في نفسها ظلت معجبة جدا بمشيتها …و حتى بتعاملها مع شعرها في كل مناسبة ….
هي ذاتها التي كانت تبصق عليها و تصفها بالعاهرة ….ووووو …أشنع الصفات …. كانت لا تدري لماذا كانت تتمنى أن تشبهها …و ما
هو الشرخ الذي في داخلها ….الذي جعل الإعجاب و اللعن. ..و الحب و الكره ..وجهان لعملة واحده ….
و كذلك يحلو للشعر أن يقول في ذات المعنى على شفتي …
من دورة الأقمار يحكي لنا. ..
و من فم التوليب يحكي معي …
أدري …و لا تدرين ..قولي إذا …
يشقى بها صدرك …أن يدعي …
سأكتب النفس التي للندى …
و أكتب للشوك ..حتى .. يعي …
هكذا أخبرني التوليب …