تخمةٌ في زمن الجوع
كنت أسمعُ بأنَّ
الموتَ قد يأتي
من التُّخمة
ولم أفقهِ المعنى
الآن فقط عرفتُ
الآن فقط فهمتُ
بعد أنْ رأيتُ
وشهدتُ
وبعد أنْ بنفسي
تأكّدتُ
ونزاعَ وطني
أبصرتُ
فقد حشوه
خوفًا ورعبًا
حشوه
مرتزقةً وشعبًا
حشوه رصاصًا
ودمعًا
حشوه فقرًا
وجشعًا
حشوه عبادةً
لا وَرَعًا
حشوه ثرثرةً
لا نفعًا
لم يبخلوا عليه
فأشبعوه
عطشًا وجوعًا
وأتخموه
ذُلًّا وقهرًا
من كلّ الفنون
وأذاقوه من كلِّ أشكال
الموتِ نوعًا
فاستُشهد
على مذبح الشّهوات
طوعًا
والقاتل مجهول
الهوّيّة
ينتمي إلى وطنٍ
فيه تُستباحُ
الحرّيّة
فيُسجنُ الحرُّ
وتُلفلفُ
القضيّة
ويتعشّاكَ
بدعوة إلٰهيّة
لأنّه مغرمٌ
بالدّفاع عن قضيّة
والله أعلم
ما القضيّة!!!
كلّ ما أعرفُهُ
أنّ وطني
ماتَ من تُخمةٍ
مات من طُغمةٍ
مات مسمومًا من
طبخة سياسيّة.