ما آمنت بالحسناء
..
بركات من
طعنته ألوية ولم ينزف
سوى مدن بلا صحراءِ
..
شبعت رماح
غلَّ هذي البيد
مذ غُلّتْ بفعل الرمية العمياءِ
..
أيصحُّ قولي
أنَّ في الصحراء ما وسعتْ
لنا البركات بالإزواءِ
..
ليست بها روح الزوايا
والتكايا
إنما ليُّ من الرقطاءِ
..
كثبانها ذؤبانُها
لا تمتطى ظهراً
وترمد في عيون الرائي
..
أو حرّكتها الريحُ
فهي زحوف أفعى في تموجها
بلا استقصاءِ
..
إن شئت
لا مدن بها البركات
وهي ضجيعة لتناسل الضوضاءِ
..
وكذاك صحراء هنا
عدمية في الملك
ما نصبت لعرش خواءِ
..
الريف
أطراف القرى
بركاتها النهر اللسان
وحلو لغو الماءِ
..
بركاتها
بفتاتها ريفية في الخصر
مثل سنابل الإحناءِ
..
والخصر
يشبه للطريق تمايلا
عن جانبي عشبٍ
وريح غناءِ
..
غنت لفستان بكامل سدله
ريح ليرفع مثل رفع دعاءِ
..
ليبان
ما أعطى البياض مواضعا للحسنِ
وسط الجنة الخصراءِ
..
أعطى لها جيدا
وقال مرابض للخيل
تصهل صهلة استعلاءِ
..
أعطى لها النهدين
ساقيتين
ما احتاجا لحبل
أو لدلو سقاءِ
..
والخصر شرط الميل
أصبح مستراح الحقل
عند العابد المشّاءِ
..
والثغرُ
قبِّلْ الينابيع التي أشربتها زبدا
بدون جُفاءِ
..
يا لانكشاف الريف
في ريفية بيضاءِ
عن زيف بقبح خفاءِ
..
أنا عاشق يا رب أنصاف القرى
أنصاف آلهة بلا استجداءِ
..
أنا كاره الصحراء
فيها أحمق متأله
بخوار الاستقواءِ
..
بركات
قريتي التي ما قبلت أقدامها
بتزلّف الندماءِ
..
هي آخر النضج
الذي جعل المريب
يقول: ما آمنت بالحسناءِ
# الشاعر سلمان عبد الحسين / مملكة البحرين