بينَ القِيامةِ والقَوَامةِ :
في سُموقٍ مقرونٍ بالتَّسامي والسَّماواتِ وانتدابٍ قسريٍّ للفكرِ المتوارَثِ كَنِتاجِ تربيةٍ مُغلَقَةٍ و إنشاءٍ مغموسٍ بالتَّديُّنِ والقناعاتِ كلٌّ وَ بحسبِ انتمائِهِ وعاداتِهِ وتقاليدِهِ
وفي ارتحالٍ تخيُّليٍّ مِخياليٍّ نحوَ جنَّةٍ محلومَةٍ مُتَمنَّاةٍ
ومُشتَهاةٍ كَانعكاسٍ لعطاءاتٍ مُحَلَّلةٍ فيها ، و بِتَغادقٍ خارجَ حدودِ المعقولِ والمُتاحِ وهي الممنوعةُ على الأرضِ بِقَونَنَةٍ مُعتلَّةِ الآخرِ مبنيَّةٍ بصروحٍ يُحرَّمُ الاقترابُ منها أو فتحُ مغاليقِها أو تحديثُها و حتَّى لا ننزعَ بِأفكارِنا وإنسانيتِنا نحو الأرقى والأفضل تحتَ وطأةِ العقوبةِ بِمتعاقِباتٍ ومتوالياتٍ لا تنتهي يغدو مَعَها مَنْ لا فكرَ لهُ أبا الفكرِ والمبدأ و قمةِ الأخلاقِ مُتَناسياً سُلالَة أفعالِهِ التي يقومُ بها مع كلِّ حركةٍ أو سَكَنَةٍ أو رمشةٍ متباعداً عن صُلبِ النُّبلِ بكلِّيِّتهِ بفعليَّتِهِ تلك …
نجدُ مراقَبةَ الذَّاتِ تَنحو مَنحى النَّبالةِ وحتَّى تُغدِقَ علينا وعلى الجمعِ بِفعلِ المشاركةِ فيضَ التَّنوُّرِ والإنسانيِّةِ مالا تحقِّقُهُ الشَّعائرُ والشِّعاراتُ
فهي التقييمُ ثمَُ التقويمُ السَّليمُ لِضميرِنا الدَّاخليِّ المُستَفيضِ بِيَقظَتِهِ القُصوى …
والقَوامةُ بالقيادةِ لِقافلةِ الطَّريقِ هنا لا تكونُ مِنَ الذَّكرِ على الأنثى أو العكسِ ولا تكونُ مِنَ الأكبرِ على الأصغرِ بِشموليةِ توقُّعاتِنا للحجميَّةِ والاتساعِ هنا ، لكنَّها قوامةُ الأجدرِ والأقدرِ على فهمٍ ، تفهيمٍ ، توصيلٍ و إيصالٍ لِرسالاتِ الجمالِ والخيرِ والحبِّ فالسَّلامِ …
قَوَامَةٌ تُسانِدُ توافداتِ إبداعاتِنا عبرَ ترجمةٍ حسِّيَّة نفسيَّةٍ روحيَّةٍ تعلنُ بِسفارةٍ واقتدارٍ وثقةٍ ما تمليهِ عليها مقدراتُها و بِانسجامٍ مع كونٍ لازالَ في بداياتِهِ يسعى للنُّضجِ والاتِّساعِ بِمفاهيمِهِ وانفراداتِه ويسعى لاعتلاءٍ مُتَنابضٍ بالتفافٍ يتوافقُ و جماليَّتِهِ …
فالقيادةُ للمجتمعِ المزدهرِ تُمنَحُ للأدبِ والفنِّ والجمالِ أنَّى وُجِدَ أنَّى انْجَدَلَ وأنَّى انسجمَ ، والمجدُ لِمَن يَحملونَ رايةَ القلمِ والرِّيشةِ بِمسؤوليِّةٍ شاهقةٍ عميقةٍ بِمُتناقضاتِها وانعجاناتِها البديعةِ كمساهَمَةٍ في خلقٍ هو حقٌّ فِطريٌّ ممنوحٌ من الطَّبيعةِ الأمِّ …
ابحثوا في صروحِكُم الدَّاخليَّةِ وافتحوا أبوابَكُم لِلشَّمسِ
اسمحوا للنُّورِ يدخلُ من زجاجيَّاتِ نوافِذِكُم المُسْدَلَةِ السِّتار
انهضُوا وتيقَّظوا فهي مسؤوليةُ كلٍّ منَّا …
كلُّنا مسؤولٌ فنحنُ الرُّعاةُ و لَسنا الرَّعيَّةَ …
# بقلم الكاتبة : غاده رسلان الشعراني