كان على الأرضِ إن تُنصِفَ حضورنا
وعلى كُحل الليل أن بتوضّأ بأنفاسنا
لندرك فداحة هذا العراء..
منذ قِيامة الماء
ونحن هنا
نسابق زبد الرّغبة
نتفيّأ ظِلال القلق المعرّش في أوصال أمانينا..
ماذا عسانا أن نقول
لرحيق الثرثرة المعمّرِ في الزّوايا
لرفيف الحاءِ المغرغر في حلق الدّهشة…؟
نحن من لفظتنا النّجوم العالقة في السّماء
تركنا دِيارنا القزحيّة أعشاشا للرّيب
وطفقنا نغدو وراء نشوة الغياب
للغياب طعم الأبديّة
وللأبديّة مسارات خطانا
كان على الأرض أن تنصف حضورنا
نحن صرنا ملحًا لقوافل الصحراء
نذيب عرقهم في آبار القيظ
ونتلذذ معهم بجمر الخطى
ماعاد شيء يثير فينا غبار السؤال
الريح دحاها الغضب
والظّل يمو ء خلسة بين حزمة الانتظار ات..
هانحن نشيّع أسماءنا على سجّاد الغربة
ونهيء من مآقينا مدافن للسّراب
لنحتفي بما سترفل به خيوط الشتاء
وما تبقى من صهيل غد..
يحلم مجددا أن تنصف الأرض حضورنا
# الشاعرة أسماء الشرقي / تونس / شهرياد الكلام