..إنعقدت في نزل الكونتنتال بمدينة القيروان في تونس الدورة الخامسة ل ” مهرجان القيروان الدولي للإبداع العربي ” بدعوة من وزارة الثقافة التونسية والمندوبية الجهوية للثقافة بالقيروان والجمعية العربية للابداع والتجديد الثقافي..
وتضمن برنامج المهرجان الذي انعقد تحت شعار : ” الشعر…بين الإتباع ..والإبداع “واستمر ثلاثة أيام الأنشطة التالية :
# اليوم الأول :
– افتتاح المهرجان بعرض موسيقي شعبي قيرواني
– زيارة معرض للفن التشكيلي لمجموعة من الفنانين التشكيليين
-إلقاء كلمة الافتتاح :
– القاء كلمة السيدة مديرة المهرجان ورئيسة الجمعية
– السيد المندوب الجهوي للثقافة بالقيروان.
– عرض موسيقي طربي بقيادة :
الاستاذ والموسيقي أنيس اللجمي
# المداخلة الشعرية الاولى:
الشاعر محمد التومي
الشاعر عمر الشهباني
الشاعر لزهر الحامدي
الشاعرة نجوى الدوزي
( فترة استراحة لشرب القهوة )
# المداخلة الشعرية الثانية:
الشاعر شكري السلطاني
الشاعرة حنان علوي
الشاعر خالد الكبير
الشاعرة زكية الجريدي
اليوم الثاني :
– محاضرة أدبية أولى للروائي والناقد خالد الاسود.
– محاضرة أدبية ثانية للاستاذ والناقد شكري السلطاني
” الابداع والاتباع …في شعر المتنبي “
# المداخلة الشعرية الثانية :
الشعراء المشاركون:
– الشاعر الفلسطيني محمود النجار
– الشاعر عبد الباسط الشايب
– الشاعر رمضان اللطيف
– الشاعر حسن بوديا
– الشاعر عبدالعزيز الهمامي
– الشاعرة حنان الوهايبي
– الشاعر مصطفى ضية
– الشاعرة اسمهان اليعقوبي
– الشاعرة نجاة اليعقوبي
– الشاعرة حياة اليعقوبي
اليوم الثالث :
– محاضرة ادبية للدكتور والناقد شفيع بالزين
.واختتم المهرجان أمسية طربية , وتوزيع الشهادات التقديرية على المشاركين في المهرجان .ِ
محاضرة الناقد خالد الأسود :
” الشعر بين الاتباع والابداع “
أكد الناقد خالد الأسود في مداخلته ان التقسيم الزمني للشعر العربي بين شعر قديم يمتد من العهد الجاهلي الى ثلاثينات القرن العشرين و شعر حديث يبدأ من أربعينيات القرن الماضي هو تقسيم خاطيء لأن الرغبة في التجديد قديمة منذ أعلن عنترة نفوره من كثرة وقوف الشعراء على الأطلال في المقدمات الطللية الكلاسيكية : ” هل غادر الشعراء من متردم ”
ومنذ ان قال ابو نواس :” استطيع قول الشعر بدون قافية ” وهذا دأب المبدعين في كل عصر. لذلك هناك حركات تجديد في كل فترات التاريخ . كما ان المعلقات الجاهلية تحولت عبر التاريخ الى نموذج فني ارقى ولد حركات اتباع عبر التاريخ . و لمزيد توضيح هذا التجاور بين حركتي الاتباع و الابداع ربطت بين الشعر و الحياة . فاذا كانت حركة الشعر ترتبط بحركة الحياة و الحياة متغيرة في كل عصر و بالتالي فان الشعر يتغير و يتجدد بتغيرها. لكن السؤال المحرج ان تأسيس الحداثة في الغرب احتاج الى قطيعة تامة بين القديم و الجديد فهل يصح ذلك في الشعر لتأسيس الحداثة ؟ و جوابا عن هذا السؤال اكدت ان الغرب احتاج الى قطيعة ابيستيمولوجية كاملة. قطيعة معرفية بسبب ارتباط المعرفة القديمة بالميتفايزقا . و قطيعة مع الكنيسة بسبب تعطيلها للحركة العلمية . و قطيعة مع الفنون الكلاسيكية بسبب مفاهيم المحاكاة الارسطية التي ارتبطت بعوالم مثالية و مثل عليا لا علاقة لها بالواقع. اما في الشرق فالمسألة عكسية لأن الموروث الحضاري العربي ثري و ايجابي يمكن البناء عليه و بالتالي يمكن ان يحصل تجاور بين الاتباع و الابداع . وهو ما يفسر صمود القصيدة العمودية بعد ظهور حركة الشعر الحر. بل و تواصلت الى يومنا هذا حتى بعد ظهور قصيدة النثر .
يمكن القول اذا ان هناك علاقة جدلية بين القديم و الجديد في الشعر العربي الحديث مكنت من الاستفادة من الموروث الشعري الثري بدليل استفادة الشعراء المحدثين من لغة القرآن و تضمينهم لها . و استفادتهم من لغة الشعراء الأقدمين بعد إضفاء الذاتية عليها . و توظيف موسيقى الشعر القديم بالمحافظة على التفعيلة وحرف الروي في الشعر الحر. حتى مضمونيا تمت الاستفادة من الموروث الأسطوري للترميز للانبعاث الحضاري . الى جانب توظيف القصص الديني و الرموز الدينية.
الخلاصة ان الشعر الحقيقي تعبير عن الإنسان الحقيقي بكل ابعاده .
# حول مداخلة د. شفيع بلزيع : ” الشعر النسائي بين الذاكرة والحداثة “
# وكتب الناقد التونسي خالد الأسود :
1/ المداخلة الاولى : قدمها صديقي الدكتور شفيع بالزين حو ل الخطاب الشعري النسائي بين سلطة الذاكرة و افق الحداثة وهي مداخلة طريفة و عميقة طبق فيها المقولة الفرويدية بان ” المرأة رجل ناقص ” و ما ورد في المدونة النقدية لعبداالله الغذامي التي تقول بطغيان اللغة الذكورية على تاريخ الأدب العربي و سحب ذلك على الكتابات الشعرية النسائية و استخلص ان أغلبها تقليدية (و لم يستثن بعض الشاعرات الحاضرات في القاعة وهذا يحسب له من باب الموضوعية النقدية ) لأنها كتبت اعتمادا على الذاكرة بلغة ذكورية و بالصور التي كان يصورها بها الرجل. مستثنيا بعض الكتابات الشعرية التى تمردت على الذاكرة و كتبت بلغة حداثية حققت نسوية الشعر عندهن لانهن عبرن عن ذواتهن بعيدا عن تصورات الرجل و لغته المتوارثة.
مداخلة عميقة احدثت بلبلة بين الحاضرين و نقاشا حادا ( وهذه علامة على نجاحها في تحريك الرواكد و الرواسب ) و لتلطيف الأجواء تدخلت اثناء فترة النقاش و حاولت مناقشة زميلي المحاضر قائلا ان الأنوثة ليست فترة زمنية تؤرخ لجسد المرأة وانما الانوثة مفهوم انساني اشمل فيه عمق فكري و عمق وجداني و عمق في رؤية المرأة للحياة و للوجود . لذلك يمكن ان تعشق المرأة بعد الأربعين و حتى بعد الخمسين. وهنا حصلت المفاجأة و الطرفة. لقد فاجأتني إحدى الفتيات الصغيرات ( وقد كنت احسب نفسي قد انتصرت للمرأة بالابتعاد عن المفهوم الجسدي للانوثة ) بقولها ” حتى هذه الصورة المثالية التي قدمتها انت ليست ضرورية كي يعشق الرجل المرأة. لا فضل له ولا مزية في عشقها لها. انه يعشقها بالبداهة…