الإشكال الفلسفي في البحث اللساني:
يتحتم على المشتغل بعلم الدلالة ان يتطرق إلى الإشكال الفلسفي او الصبغة الفلسفية التي لا يمكن تجريد البحث اللساني منها ولذلك فلا مناص من تناول المشاكل اللغوية من زاوية النظر الفلسفي والذي، يشفع في هذا التداخل هو أن للفلسفة تعاريف عدة من بينها الاهتمام بطرق تفكير الإنسان ومن ضمن هذا :التساؤل الأولي البحث في علاقة الفكر باللغة بل حتى التعريف البسيط الساذج الأولي للفلسفة والمتمثل في أن الفلسفة إن هي إلا طريقة في النظر في الوجود وفي الأشياء المكونة للوجود وهذا يقحمنا رأسا في المشكل اللغوي من حيث أننا لا نفهم الأشياء في الوجود إلا من خلال أسمائها الدالة عليها , فبنية اللغة كما نرى قائمة من جهة على علاقتها بالفكر البشري أو بالعقل العاقل للأشياء .
فإذا كانت هناك اسماء وضمائر في اللغات الإنسانية فلأنه توجد في هذا الكون كائنات عينية تقتضي، التسمية وإذا كان في كل اللغات أفعال فالسبب هو أن تلك الكائنات العينية يطرأ عليها ما يسمى بالحدث وإذا كان في اللغات ما يعرف بالنعت أو بالوصف فلأن الأسماء والأحداث تتنوع بل يتنوع الواحد منها فيقتضي تخصيصا عن مثيله ولكن لا يجب أن ندقق هذه التركيبة الثلاثية :لغة /عقل /وجود..
فاللغة في كيانها جملة من العلامات ويخطئ من يظن أن اللغة ليست إلا جزءا من الكلمات فمن البدء يجب ان نصحح ما يطرد أحيانا في أذهان الناس من أن جسم اللغة هو مخزن للألفاظ والذي، يعترض به على هذا الظن شيئان هما :
1 – ليس من المفروغ منه أن بنية اللغة تطابق دوما بنية الوجود؟
ثم إن اللغة لا تتطابق دائما مع الخبرة الذاتية والتجربة المحسوسة وهذا موطن من مواطن قصور اللغة اي بقاؤها في ما دون الوجود.
2 – لو صحت نظرية التطابق التام بين الدال والمدلول أي لو كانت عملية ارتباط العقل بالوجود عبر اللغة عملية رياضية لكان إذاك متحتما أن يكون لكل فكرة لفظ واحد يدل عليها في كل لغة من اللغات..
(يتبع)
# (الدكتورة الناقدة مفيدة الجلاصي / تونس )
الاشكال الكبير …هو كيف نزاوج بين العقل كابداع و اللغة كأداة تواصل
هل سهل أن نفصل بين اللغة كأداة تعبير و العقل كأداة وجودية الإنسان . بمعنى آحرى …هل وجود الإنسان هو ديكارتى بمعنى افكر فانا موجود …أو حيوان ناطق اى أن اللغة وسيلة وسبب وجوده .. هناك اشكال كبير أيضا حيث هل التاريخ …ولد عندما نطق الإنسان أو عندما فكر الإنسان فى سبببية وجوده