لستَ من يرحل
يا سائس الخطو الحثيث
تمهّل
لأريق نداء التوسّل على حواف الدّروب
أيّها الميمّم رغدافي الفصول
بلا دثار يربك غبش الضباب
رياح الفقد تطرق باب الليل
لتترك الدفء عاريا على اعتابه
من ينبىء الشتاء عن غيومه المتلتلة بالخطايا
من يرمم حنجرة الرعد حين يستبيح البرق صداه
كسوف الصّوت بحّت نبراته
وأحلام الصّبا تاهت في عناق الأفق
فلا شتاء يرقُّ لدمع الأغاني
ولا عصف يشحد من جنونه اشتعال المطر
لا بحر يشبه تخاطر صمتنا العميق
لا طيف يرنو على الشراع
ولا زبد يحتضن زنود الموج
المكدسة بالأسرار
يا عابر الضّوء
مرّ طيفا على نزقي
لأشطر من شعاعه خوابي العطور السّكرى
اروي عشب القصيدة بمدامع العناب
وأواري السّر عميقا في دفاتر الذّاكرة
لا…. لستَ من يرحل
ويداك لا زالت تزنّر خاصرة العمر
تندلق زهوا على أسرّة اليقين
ما برحت عيناك تنسج من بريق رؤياها قمصانا للأحلام
أوترحل؟
وكتاباتي الملوّنة
تهشّ عن غسق اللّيل ظلاله
لتستريح عند منبت القدر
أو تعيد لصرير الريح خصوبة المعنى
تمهل عند ناصية الوداع
لأحصي ما تناثر من لألاء الدّموع
أصررها في الثرى
لتمطر عشبا بين أصابع البرد
أتضوع عطرها كلما هبّ
الشوق في مدن السّحاب
وانبثقت من دكنة السّماء أقواس قزح…
# الشاعرة زينب رمّال / لبنان