بين التَّكهُّفيَّةِ والتَّكيُّفيِّةِ :
باقتدارٍ للسُّموِّ فوقَ الجهلِ والتَّجاهلِ لتكهُّفاتِ النَّفسِ العتيقةِ قبلَ إبداعٍ وتطويرٍ ممنهجٍ للحياةِ فينا
ومن داروينيةٍ مؤكِّدةٍ للقردنةِ كأصلٍ ومن سعيٍ متواصلٍ وحثيثٍ عندَ الكائناتِ للتَّزعزعِ والهلعِ أمامَ فكرِهِ الصَّادم
فَتستبعدُ الأغلبيةُ منها أَيَّ فعلٍ مُتَقَردِنٍ غيرِ مُستَحَبٍّ في سلوكِها المتقافزِ المتعربشِ بلا هدأةٍ وبعبثِها بلا هدفٍ …
نجدُ أشباهاً لها بسلوكياتٍ تتعمَّدُها البشرُ لِتُعلنَ مصداقيَّةَ الفكرةِ المتجسِّدةِ في الفكرِ الداروينيِّ دونَ درايةٍ منها .
وطيَّاً لمنظورٍهِ المغيَّبِ في الماضي والذي تمَّ دحضُهُ في حينٍ وتقريعُهُ في حينٍ آخر ، لمصالحَ أشمل لاتدركُها عينُ العوام ، نجدُ استغراقاتٍ للأدمغةِ في لذائذِ نوماتِ تكهُّفِها وكأنَّ الوصولَ باتَ وشيكاً لبابِ الحقيقةِ وتَسَدُّرِ المعرفةِ والعرفانِ
ليكونَ مفهومُ السَّلامِ مع المحيطِ – من خلال إرضائِهِ – هو الضمانُ والأمانُ لرضانا عن أنفسِنا تعاضداً مع رضاه ؟!
إنَّ داروين بتأصيلهِ للبشريةِ من حالةِ القِرَدَةِ كَفِكرةٍ وباستنادٍ عميقٍ للاستشفافِ الذي يمتلكُهُ لم يتأطَّر لديه ظاهرياً كشكلٍ بالقَدْرِ الذي حاكى من خلالِهِ التَّطورَ الدَّاخليَّ الإنسانيَّ أو إعادة اكتشاف الإنسان فينا …
لذا وباغترافٍ واعترافٍ صريحٍ واضحِ الملامحِ والمعالمِ وبحجمِ مداراتِ الكونِ ومجرَّاته في أعماقِنا أبوحُ بمكنوني الخزائنيِّ حديثِ الاكتشاف بعدَ مرورِ مايقاربُ نصفَ قرنٍ على انبثاقي في هذي الحياة :
( نخافُ عتمَ اللَّيلِ ونحنُ يضربُ على قلوبِنا خوفٌ من تفتُّح البصائرِ ) …
فاستفيقوا للتكيُّفِ مع الإنسانِ الأسمى والأمثلِ فينا …
انهضوا من تكهُّفٍ طالت به شعورُكم وأظافرُكم وملأ عقولَكم بالغبار …
اكسروا قيودَ التكيُّفِ الغبيِّ لتُحرِّروا قَولَبَتِكُم الروبوتيَّة ولتَحكُموا أنفسَكم بأنفسِكم …
وأقول قولي هذا …
# الكاتبة غاده رسلان الشعراني ( شهرياد الكلام )