طيف من دخان
………………….
كن زائر أحلامي
قال:
إلى متى؟
وأنا التّائه بين ضفتين
تغمران الذّاكرة بلهو الطفولة
قالت:
حتى يشيخ المطر في الجرود
وتتلاشى الغيوم في مهد السّماء
وتعود النّوارس من هجرتها
ليكن لكَ ما شئت من أسراب الأماني
والقصاصات المخبوءة في قوارير العمر
ولي مزاجلة الشّوق
وأهزوجة الاحلام
بيننا وعد خُطّ على رمش الغمام
والشّتاء الحافي من رعشة الصقيع
رؤيا نسلت من نسيج المدى
جمر يئزّ
زيت الروح
ولهٌ يئد الهمس في توقّد الثّغر
تنهّدات في قيظ دفين
ضوع قبلة هيمى خلف أسوار الذّكريات
حزن تائه في غابة الكلمات العابرة
قال:
انثريني في حقول أحلامك
سنابل عشق
توزّعي على سرر الرّيح
كأصابع النّدى في فلوات الضّجر
فلهجير الصّحراء زوابع رمل
يغمر خصر العواصف ويلوذ بالماء
لا تبوحي…………..
فارتجاف الموج من أسرار الهوى
دعيه يمحو لغو العاذلين
قدّي قميص الحزن من فرح
ناجني همسا خذني اليك
دعيني
أستظل فرح عينيك
أغفو في أفيائها
اتهجّا سكونها
أغرق في لججها
أطفىء جمر وحدتي
أسرّ لها وجعي
صمتي
فتنتي
وهذياني
خبئيني نجوى في رماد السّنين
خمر في خوابي الأحلام
يروي شغف الأيام
يبلّل جدب الفصول
قالت:
أناجز أوتار المساء فتدندن لحن الأياب
ويفيض الحنين في حضن الغروب
يطوف فيافي الرّوح كالشهب
نغم يسوّر مدارات لقياك
أسجنني بثمالة كأس أعد لانتظارك
وفي سناء العروج
يتلاشى الصّخب كالأمواج السّاكنة
يسوّر المكان صمت رزين
يمسي الطّيف دخان
يغرقني حميم الحبر في متاهات الخيال
يتناءى الطيف بعيدا
تخفت همهمة الأصداء
وينقشع وهم السّراب
# الشاعرة زينب رمّال/ لبنان