انتحال الصفة
يجب مقاضاة منتحلي صفة المبدعين ومفسدي معايير الجمال
بقلم: ااشاعر أنور الخطيب
التعريف القانوني لانتحال الصفة هو الظهور أمام الغير بمظهر الذي انتحل شخصيته، بحيث يعتقد الناظر إليه والمتعامل معه من دون شك، أنه يتعامل مع من تم انتحال شخصيته. وانتحال الشخصية جريمة يعاقب عليها القانون بالحبس.
إن انتحال الصفة أو الشخصية لم يقتصر على ضباط الشرطة أو الأطباء أو الإعلاميين، وإنما تعدّى ذلك إلى مجالات أخرى، فكثيرون هذه الأيام ينتحلون صفة سفير السلام، والقاضي والإعلامي وعضو اللجنة العليا للمؤسسة الفلانية أو رئيس مجلس إدارة الجمعية الدولية، ووصل الأمر بالمنتحلين إلى انتحال صفة الأديب والشاعر والفنان. وقد ساعدت وسائل التواصل الاجتماعي هؤلاء على الكذب والقيام بالأدوار، في ظل غياب الجهات المعنية بالمراقبة.
قد تكون هناك كيانات إدارية وقانونية ونقابات يلجأ إليها المشتكي للإبلاغ عن منتحل الشخصية، ولكن حين ينتحل أحدهم أو إحداهن صفة الشاعر أو الأديب أو الفنان أو الإعلامي، فمن الصعوبة إيجاد جسم مؤسسي يُعنى بمتابعة هؤلاء وتوجيه التهمة إليهم، ولاختلاط معايير التصنيف في الأنواع الأدبية والفنية، وهذا قصور عالمي واضح في التشريع وسن القوانين.
وصعوبة توجيه التهمة أو تجريم المنتحل تكمن في عدم ارتباطها بمهنة، فالمهن تخلو من الشاعر والروائي وكاتب المسرح والرسام، على الأقل في عالمنا العربي باستثناء دولة الإمارات العربية المتحدة التي بدأت في منح إقامات ذهبية لمدة عشر سنوات لفئات محددة، واستحدثت مهناً لأصحاب المواهب مثل شاعر وروائي ومسرحي، وقد حصلت شخصياً على هذه الإقامة من هيئة دبي للثقافة ووُضع في خانة المهنة: روائي. وهو إنجاز ثقافي يُحسب للإمارات، لكن في بقية الوطن العربي، لا تزال الأمور غير واضحة.
ما أريد قوله هنا: لماذا لا توجد مؤسسات تُعنى بمواجهة الادعاءات القيمية، وتقدّم المنتحلين للقضاء، خاصة الذين يمنحون أنفسهم ألقابا مثل: شاعر الوطن العربي، أو الأديب العالمي، أو الشاعر الأول، ويكتب في صفحته في الفيسبوك الشاعر الكبير فلان الفلاني؟ لماذا تسكت عنهم النقابات والاتحادات؟ لماذا لا يتحرك المحامون ويقدمون بلاغات بأشخاص يشوّهون الشعر والرواية والفن والحب والجمال؟ ألا يمكن اعتبار هؤلاء فاسدين مفسدين كالسياسيين على سبيل المثال؟ ولماذا تسمح وسائل التواصل الاجتماعي لهؤلاء، رجالا ونساء، بنشر السخافة والابتذال؟ ألا يخترقون قواعد وأخلاق استخدام هذه الوسائل؟
أرى أن على الدول الإسراع في وضع قوانين للجرائم الإلكترونية، بحيث تشمل انتحال صفات الشعراء والأدباء والفنانين.
مقال مهم وفي الصميم .. نعم وسائل التواصل الاجتماعي خلطت المفاهيم .. ووجب وضع الضوابط .. شكرا للأديب الشاعر أنور الخطيب