الفينيق
أرضي رمادٌ
وقد واريتُ فينيقــي
وأقفلوا الأفقَ
خابَ اليوم تحليقــي
ما أوسـعَ الكون
لكني هنا شــبحٌ
أكاد أُسـجنُ في صبري وفي ضيقي
قيلَ الرجال صناديقٌ مقفّـلةٌ
في لجّة الوهم
كم ألقوا صناديقي
فيها مسوخٌ جمعتُ الأمس أعرفها
مسّاحة الجوخِ
من نسلِ البناديقِ
كانت تقبّل كفّا
كان يصفعها
وتقبلُ الظلمَ من حكم المساحيقِ
تنخُّ طوعاً لسمسارٍ
لذي ولهٍ
بكلّ كارثةٍ كادتْ
وتلفيقِ
وتدمنُ الذلَّ حتى صارَ يشبهها
نعـلُ الخساراتِ
في خطوِ البطاريقِ
تراودُ الحقلَ ريحٌ أُثخنتْ كسـلاً
وتسكبُ النهر قسراً
في الأباريقِ
كأنما الأرضُ صارتْ مثل جاريةٍ
بيعتْ
وكانوا جميعاً سادةَ السّـوقِ
لا يشـبعونَ
كأنّ الرملَ حنجرةٌ
غصّتْ وشاياتِ لا ترضى بتصديقي
أقولُ هذي بلادي
لا أرى أحداً
يقول أحلى بلادٍ في المخاليقِ
أقولُ شعبي قتيلٌ
لا يقوم معي
أهل القتيلِ الذي أشقى مواثيقي
أقولُ دربي طويلٌ
فاتبعوا وجعي
في آخر الدربِ فجرٌ للمعاتيقِ
لكنْ أرى الناسَ مقتولينَ من هلعٍ
هم يقبعونَ
على أعلى الخوازيقِ
أرضي رمادٌ
وصوتُ الجمرِ يبعثني
والشعرُ مجدي لكي أحيا
وفينيقي .
# الشاعر عصمت حسان / رئيس منتدى شواطئ الأدب بشامون الضيعه/ لبنان