صوفية قيد
..
وهذا الذي
قد فاض كأساً وأغدقا
ولمَّا بنى صرحاً من العتم
أشرقا
..
بنى صيغ المعنى على شكل قيده
ومحبس دارٍ
وهو للكلِّ أعتقا
..
يعيش على صوفية القيدِ
كلَّما دنا طائر من شرفة السجن
أطلقا
..
وقال لي الغرفات
في الشكل محبساً
وفي لعبة المخيالِ
طيرٌ وزقزقا
..
أنا القفص الدامي
وقبضانه التي سأمسكها
إفراد جنحي .. حلقا
..
أنا الشكل والمضمون
شكلي محنَّطٌ
ومضمونه الأفق الذي
صان مرتقى
..
فلا تعجبوا
من وجه تابوتي الذي غدا طائر الفينيقِ
يبحث عن لقا
..
وعن بحره الممتدِّ
من رصد عينيه
لتهديل جنحٍ بالأساطير
أطبقا
..
أنا أعشق الشكل الخرافي للدنا
وألا تُرى وجهاً مبيناً محقَّقا
..
وأن ليس فيها بعض إمضاء خاتمِ
وما واحد الإمهار بالختم صدَّقا
..
سأحيي خيالاتي
وأقمع صورتي
وشكلاً من القامات بان ليمشقا
..
لأحمل أعباء الخيال مُخفِّةً
وأنقض جدراناً تريد التسلقا
..
فيا قيد صوفيٍّ لأنت إمامنا
إذا أخلفت روح الأئمة للتقى
..
وأنت التقاء بعد تحليق عاجزٍ
بما هو بعد العجز من قوة البقا
..
وما هو بعد العجز
مروحة من الخيارات
لا تُعطى الذي
قد تزندقا
..
فكن قدرا صعباً
وحلماً مناوئا
وعش طيور باللحون تمنطقا
..
فقد أصبح التغريد
أقفاص ملِّكتْ
لمن يشتري لحن الموسيقى ملَّفقا
..
ومن يحبس الغريد من أجل لحنه
وما لحظة في السمع يوما تموسقا
# الشاعر سلمان عبد الحسين / البحرين