تلك أغنيتي
ما برحت تناغي أهداب الشّمس
وتغريها بالضّياء
تلك أحجيتي
تميمة معلّقة على سعف النّخيل
تسوّر مشاعري المبعثرة
تهزّ رطب الهوى كلّما لفحها النّسيم
يتعانقان على مسافة شوق
يتهامسان في خطرات الظّن
كلّما هفّ النّدى على سجّادة السّكون
تلك الردهتين
تقوّسان جسر النوى ما بين عينيك وقلبي
تلك الأكفّ السّخية الطالع
تفرك فانوس الليل
لتُخرجك من قمقم العزلة
تعرّيك من ارتباك الجهات
تشدّ ّ المدى شطر نورك
وأحاديث الجوى تفتح دروبا من عتاب
تلك نجمتين تحصحصان وجهك المقيم خلف نوافذ نومي
تُدثّر وسائد الأرق
وتشي بنغمِ خافت السمر
تلك الساعة المثقلة بالفراغ المدقع
المعلّقة على جدار هش
تلسع آذان الوقت
تلمّ فتات الثواني
تمرّن أصابعي على الأحصاء
لترتق ما تهشم من حبر فوق زجاج انكساري
حيث لا تغضّ الطّرف عنّي قيد وله
غوى يزين خطايا التفاح
يفكّك الصوت من عتمة الصّمت المريب
(ليت) لم تذعن لمخارج نداءاتي
قضمت شأبيب صبوتي
تاهت عن استبصار جدواها
وتلاشت في هوة الصدى
كنتَ بأتمّ الحضور في اخيلتي
تعبر بين فراغات السّطور السّاكته
وتزيّن خاصرة المفردة بفيض من غموض
تحطّ الأغنية على فنن طري
ماسَ على سحب انتظار كثيف
تتحسّس عطرك المركون في معطف الحنين
تحاكي الصّور الملتوية في تشظّي المرايا
تلك اغنيتي
يدغدغ إيقاعها تزاحم الذكريات
تتدفّق نبراتها مواويل ماء….
# الشاعرة زينب رمّال/ لبنان