# قصيدة للشاعر اللبناني علي وهبي دهيني :
أنتِ
تحكي النبوءاتُ .. قبلَ الضوءِ قد كُنتِ
وقيلَ قبلَ اشتعالِ الكأسِ أدْمَنْتِ
وأنتِ أهديتِ للمعراجِ أجنحةً
وقيلَ أنتِ هبوطَ الوحيِ دوزنْتِ
تكوّنَ الخلقُ من طينٍ ومن عَجلٍ
وأنتِ حينَ استراحَ الله كوِّنْتِ
وأنتِ أجملُ مما تدَّعي لُغتي
من أيِّ حرفٍ نبيذيٍّ تلوَّنْتِ ؟
دَخلتُ حُبَّكِ مهزوماً تُحاصِرُني
ثقافةُ الخوفِ في عينيكِ لو بِنْتِ
كفَّاكِ تقتسمانِ النّارَ في جسدي
كيفَ احتمالي ومن روحي تمكَّنْتِ
فُضِّي زجاجةَ هذا الليلِ .. يُدهِشُني
صُبْحٌ .. تمايلَ عَزْفًا حينَ دَنْدَنْتِ
آنستُ نارَكِ جنَّاتٍ ومُتَّسَعًا
وفيَّ حُزنُ رَمَادٍ .. هل تيقّنتِ ؟
دُقِّي ضلوعي على دربِ الهوى وتدًا
هل يُولَدُ العشقُ إلاَّ إنْ تَشيطنْتِ ؟
أدركتُ خصرَكِ درويشاً يُراقصُني
وقد تدروشتُ لمّا فيَّ آمنْتِ
مُرِّي بنهرِ صَلاتي مثلَ بَسْمَلَةٍ
فأنتِ أولُ مَنْ للحُبِّ أذَّنتِ
كي ألمحَ اللَّهَ يكفي أن يكونَ معي
من دفءِ عينيكِ .. ما في الروحِ أَسْكَنْتِ
(وكلُّ ما يتمنى القلبُ يُدرِكُهُ
أنتِ الرياحُ وكلُّ المُشتهى أنتِ)