قصيدة : “حوار واعتذار”
شعر: ماجد طعمة
قَرَأتْ قصِيدتَهُ التّي قالَ بها:
“أوَ تَرحَلِينْ
لِيكُنْ لكِ ما ترغبينْ
شكرًا لكِ على ما فعَلْتِ
وتفعَلِينْ”
جاءَتْ معاتِبَةً
قالت لهُ: أنا لم أبِعْكَ
ولم أخُنْكَ
ولم أبِعْ صَرحًا بنَيْناهُ معا
لن ادَعْ طِفلًا جَمِيلًّا
رعيْناهُ على مرّ السِّنينْ
وذَرَفنا الأدمُعَا
أنا آسِفةْ قالَتْ
ما كُنتُ أعرِفُ أنّ
في شَرعِكََ
ممنوعًا أنْ أقولْ إنّي راحِلَةْ
قالَ لها :أنتِ التي أفهَمْتِنِي
أنّ القرارَ هوَ الرّحِيلْ
عندها أدرَكتُ أنّّ بَقاءَكِ
مُستَحِيلْ
وأنّني أصبَحتُ كالطَّيْرِ القَتِيلْ
وأنتِ القاتِلةْ
وشعرتُ أنّ هناكَ
مَن يريدُ لنا أنْ نفتَرِقْ
وأنتِ القابِلَةْ
فغَدَوْتُ كالظّمآنِ
ممْنوعٌ عليهِ المَاءُ
في الصّحراءِ والفيافِي
القاحِلَةْ
فالوَرْدُ إن لَمْ نَسْقِهِ يَومًا
سيَذبُلْْ
ما أصعبَ أن تَعودَ إلى
الحَياةِ
تلكَ الوُرودُ الذّابِلَةْ
الآنَ نَطوِي صفْحَةَ الشّكِ
الذي عِشْناهُ فِي
اللّيالِي الآفِلَةْ
نعبُرُ الجِسْرَ إِلى
برِّ الأمانْ
أنتِ اعتذَرْتِ وها أنَا
آتٍ إليْكِ حامِلًا قلْبِي
المُضمّخَ بالحَنينْ
وحَياتُنا ستَكونُ دومًا حافِلَةْ
# الشاعر ماجد طعمة / لبنان