أمّاه.. أمّاه
بصوتٍ خائفٍ
راحَ ينادي أمّه:
هناك أصواتٌ
غريبةٌ في بطني
ألا تسمعين؟
…اقتربَتْ منه
وضعَتْ أذنها
فوق بطنِهِ
وصفّقَتْ فرحًا
وصرَخَتْ بحماسةٍ:
الله ما أروعَها!
محظوظٌ أنتَ
يا ولدي
إنّها زقزقاتُ
عصافير تشرين..
وهل تزورُ كلَّ
النّاس يا أمّي؟
لا.. لا يا ولدي
فهي لا تزورُ
إلّا المؤمنين
ولا تغرّدُ إلّا
في أحشاءِ
الطّيّبين
فعصافيرُ تشرينَ
يا ولدي
لا يسمعُ زقزقاتِها
كبارُ المسؤولين..
— أمّاه ألا يُمكنُني
أنْ أُخرِجَها
كي أراها
وألعبَ معها
وأُطعِمَها
من زادي؟
لا يا ولدي
فهي إنْ خرجَتْ
من بطونِنا
يجُعْ كلُُّ حُكّام
البلادِ
وببراءةِ الطّفولةِ
ركعَ الطّفلُ
يصلّي :
الّلهمَّ أرسِلْ
طيورَ تشرين
إلى بطونِ
السياسيين
ولا تجعلْهم
من تغريدِها
محرومين.
# الكاتبة عايدة قزحيّا/ لبنان