نافذتي تحتفلُ اليومَ بأنغامٍ
أيقظَتني من غفوةِ
صباحي
من أحلامي
زقزقات بلابلَ
وعصافيرَ
خلِْتُها أبواقَ
أجواقِ ملائكةٍ
سماويّة
جاءَتْ لتُسكِرَ روحي
بنشوةٍ صباحيّة
حطّت فوق حاجبِ
نافذتي
المنحوتِ ليومٍ
مَطير
ولكنْ..
ما لي أراها
مهيضةَ الجناحِ
لا تطير؟!
في الأمس
لم تزرني
مرّت من فوق
شرفتي
وانتباهَها لم تُعرني
حزنتُ..
ارتبكت..
وبشعورِ الخيبة
أُصِبتُ
لماذا فوق نافذتي
لم تغرّدْ؟!
لماذا تجاهلَتْني؟
وقد نذَرتُ لموسيقاها
ألحاني؟!
لماذا أناجيها
وهي لا تردُّ
عليَّ؟
لا بأس..
لا بأس ما دامتْ
قد عادتِ اليومَ
إليَّ
لا بأسَ ما دمتُ
بمرآها سأمتّعُ
ناظريَّ
وسيزغردُ الفرحُ
في أذنيَّ
ها أنذا أسمعُها
تتلو أناشيدَ
صباحيّة
ترفرفُ فوق رأسي
تُمتّعُ بشجوِها
نفسي
تزحفُ فوق وسادتي
تَنقُدُ بمنقارها
زخارفَ عباءتي
تغمرُ بحُنُوِّها
كلَّ كياني
ما أروعَها!
وما أبدَعَها!
وقد خُلقَتْ
عازفًا للكون
وبهجةً للّون
الزّغاريدُ تعلو
أكثر وأكثر
والزّقزقاتُ تزدادُ قوّة
ولا تضجر
وأنا لا زلتُ
أتقلّبُ
فوق فراشي
بجحود
ولا أملكُ النّهوض
عجبًا لإنسانٍ
كان قد حلُمَ
وتمنّى
وعندما حان
أوانُ الحصاد
لم يفرح
ولم يتغنَّ
بلِ انزعجَ وأنَّ!
بصعوبةٍ فتحَتْ عينايَ
َنظائرَها
كي تبصرَها
كي تشكرَها
كي تُرحّبَ
بزائرِها..
وكانتِ الخيبةُ!!
لم يكنْ هناك عصافيرُ
فوق نافذتي!
لم تكنْ تلكَ الأصواتُ
الموسيقيّةُ
الّتي تهادَتْ
وانسابَتْ
وتسلّلَتْ
سوى زقزقاتِ
عصافيرَ معويّة
زقزقاتِ بطنٍ
خاوٍ يتضوّرُ
جوعًا من العشيّة.
ويحضُرُني سؤالٌ:
أهي ثورةُ جوعٍ
أم جوعٌ حتّى
الحرّيّة؟
# الكاتبة عايدة قزحيا/ لبنان