على شاكلة أنّ البعض أشباه الرجال ، وفاقا لقول حاكم عادل،فهناك أشباه مزارعين ،وأنا واحد منهم .
ولعلّ الكورونا ، السيئة الذكر ، هي التي جعلتني من أشباههم،وهذا ما يستدعي أن أمضي صباحا ، إلى قطعة أرض على ضفة العاصي ، ورثتها عن أبي، عن أبيه.
والعاصي صباحا ، يختلف عنه في كلّ الأوقات من النهار ،لجهة أنك ترى أشياء، لا تراها في غير وقت .
وإن كان فاتناً على الدوام ،فإنّه عند الصباح ، خلاّبٌ جذّاب .
يسير على مهله، بغنج ، رشيقا ، كصبية في مقتبل العمر ، أتقنت التنسيق بفرادة، في مشيتها ، بكل جزء من مسام جسدها الغضّ .
أشجاره الباسقة على حوافيه، ترحل نحو الله ، لتصل بك حدّ الفناء به . ناهيك عن الحصى في قعره، فهي بلون الزمرد ، بخضرة تجوب بعينيك خزفيةَ الضوء المترجرج ،بروعة انعدام وتلاشي، ما تبقى لك من طاقة حياله.
العاصي صباحا ، يُفقدك الشعورَ بالوقت ، تتناغم ألوان مائه ، مع بوحه الخافت الخفيض المفعم بالشاعرية، فيجعل للصوت صورةً ، وللصورة صوتٌ ،بإيقاع، يشلُّ أعصابك ، ،بعد أن يتغلغل، في شغاف القلب ، في علاقة متضافرة، للتعبير عن سعادة مشوبة بالحزن .
# الكاتب كريم عاصي / الهرمل/ لبنان