على ضفاف المساء
كَوَرَقِ الخريفِ متهالِكًا فوق الدروبِ وأرصفةِ المدائن ،
تؤوبُ مراكبُنا في آخر النهارِ
بشِبَاكٍ تئِنُّ مِنَ الوَحْشةِ
وصواري لم تسْلَمْ من أنيابِ العاصفةِ وغضبِ الأنواء،
وبأيدي ليس فيها سوى الريح ،
وسِلالٍ ليس فيها سوى ركامٍ لنبْضٍ وتَعَبٍ وتَرَقُّب…
بيارقُ مَلْوِيَّةٌ
على خيباتِ يوم طويلٍ في ميادينَ تتصارعُ فيها الألوانُ
ترمقُها عيونٌ يتكدَّسُ في مآقيها دخانُ الهزائم …
ومع ذلك ، نُشْعِلُ في عروقِ الحلم جذوةَ المواعيد الجميلة …
نتوسَّدُ أحلامًا مُطَرَّزةً بالعشبِ والضوء والياسمين ،
عسانا نصحو على نهارٍ جديدٍ
وإبحارٍ جديدٍ
وأكُفٍ ملآى بثمار الحياة …
# الأديب نصر الظاهر / من كتاب “سروة في دار جَدِّي”