-1-
إبتدأ القلم في رحلته الصباحية
وأعترف بأني
كنت بقايا امرأة
وأعترف بأن شِعري
كان ألحانا دفينة
مرميًا في دفاتر عتيقة
وصفحات صفراء
تتلوى في سطور
من حبر الوفاء
وإني كنت كالسر الذي لا يباح
كطفلة كانت تبكي وحدتها
تفتّش عن هويتها
زرعت أشواقها في رحم غيمة
فلما بكت ..انهمر المطر
وضاعت أحلامها
خبأت سرها في وردة بكتابها
فلما ذبلت…
صارت صدى ذكرياتها !
-2-
أمسك بهذا القلب وهو يأخذني إلى المجهول!
أمس في سيادة الصحراء
كنت ورقة وحشية
تحيا من العطش والموت
اجتزت الحاجز الوحيد للزمن
الذي لم يحمل لي سوى الشقاء
كنت أسير …كنت أضيع…
وكانت الكلمات تعثر في طريقها
على الصمت الرهيب!
تحت أوراق الذاكرة والأشجار
ستعود وتعبر خضراء
أوهنت هذه الأيدي العارية
من عقدة الأحلام!
كيف تستعيد نفسها
من ذات مساء؟
أيها الزمن الآتي:
ضع يدك على كتفي
كنت أكتبك بلا ضجيج
وأشعر بثقلك فوق يدي
هذه الأوراق ..وهذا النبع
هو القليل من نور الشمس
وأنا الحياة…
-3-
أين المصير أيّها الإنسان
الحزن أصبح غذاء في لبنان
والفرح ذكرى ليس لها عنوان
يحمل خوفه ولا من مجير !
الوجع ينتفض مراره
في عيش الفقير
يمشي على أشواك دامية
وكيف يسير؟؟
والنائمون على الجشع
لا يدركون أين المصير!!
العتق من الألم لا محاله
سيشعله تفجير
بالله عليكم ؟
ارحموا من في الأرض
الناس مذبوحة
وربكم النصير…
-4 –
شعاع ضئيل من نور الشمس يأخذني إلى مجاهل الحنين
وكيف أعود من رحلتي والعمر يسرقني إلى أبديه داخلها لا يستكين
كيف أعود والوقت يغتالني في غياهب السنين
تنسلخ الورقة الصفراء عن أمها الشجره لتصير في المجهول
تنثرها الريح
بين تجاذب وصراع حزين
والورقة الخضراء
تنظر إليها ضاحكة العينين
لا تعلم بأن وجودها افتراضيا
وبنفس الطريق سالكين
والنهايات متشابهه
أيها الإنسان المسكين
نكبر ..تخمد ريح الرغبات
داخل بحر الذات
وجميعنا إلى الطين
-5-
ظلال تائهه بلا روح
كقلب التراب للأرتواء ظمآن
على زمان الوجع مفتوح
أحلامها الكبرى أصبحت ربيعيه
مبعثرة الألوان
كأنها خطت بريشة فنان
باقة أشعارها كانت حنين بلا قلب
ستنطلق لتستقبل الحياة والحب
وتستريح من إلابحار في الوهم
تسعى إلى العتق من الألم
أضاءت شباكها الأخضر بلا دمع
تقبل خيطا من النور في الفجر
وتسافر من أرضها بلا وداع
-6-
خلف الليل نور كل شيء ساكن
خذني يا زمن إلى مكان آمن
أسرق من العمر قوتا لخطواتي
أغفو حتى يصمت الصراخ
في ذاتي
وإذا عدت لنفسي
غاب وجه الظلام عني
وغدا النور غريبا
يلملم الشتات من ذاكرتي
اشرقي يا شمس على جراح
تخترق روحي …تكبلني
العمر يمر بسرعة البرق
ولا ازال في غربتي !!
-7-
ولماذا؟
كأس العمر نملؤه بالعذاب
وفي روحك زهر العمر وطاب
أراك في سواد الليل آتيا من بعيد
تفك القيد والجرح العنيد
شمسنا العذراء تخترق الحصار
كأن الزمن يشيع النهار
سيبقى منك في صدري
تحت هدوئه بركان
بين جنباته القلب يضخه شريان
تناغمت في حروفهما الألحان
وتا نضل نتنفس الحلم الشعلان
فالنبتعد عن الأحزان
-8-
صحوة الزمن عند الفجر
فوق بياض الورق ينساب الحبر
ولا تسمع إلا دمها مغرورقا بالفكر
وهل تجد الطيور مغاره في البحر؟
أو تجد المرأة فراشها في الصخر؟
وهل صحيح يبكي الدهر ؟
سيف الروح اللامباليه
يعود إلى أرضها مرة ثانيه
يشرد روحها العاريه
يشعل النار بكيانها الأخضر فلا تنام
يا هذه النار كفي عن مطاردتها
واتركيها بسلام
شعرها أكثر اتساعا من أرض الظلام
ولم يبقى سوى هذا القلب
يدق بانتظام
-9-
تنهض كتلميذه في الصباح
لتلبس من زرقة البحر مريولها
المدرسي فيورق بين يديها الحبر
كأنها لم تنتبه إنها كبرت
وتركت في قلمها ورده تلاشت
لا وجهة لريح خطاها
وعر البراري والسهول عشقت
والأشجار وظلالها
كفراشه هائمه عن الأزهار فتشت
ومن بسمة رحيقها تنشقت
ومن أذى البشر وطغيانهم ابتعدت
وما زالت
وللمساء كل يوم تسير
وراء أفق شمس غابت
ومن وحشة الزمن
إلى وحدتها عادت
-10-
وطني ما بيموت
انت الفرح والأمل بيروت
مع جرحنا المصاب نحنا أصحاب
رح نلملم دموعنا من طريق السراب
وشو قولكن؟
رح يوقف القهر والحرمان
عا جرح ما رح يتنفس النسيان
ب عمر من الوجع مليان؟
ما عاد في دموع دمرونا
باعونا بحقدهم تركونا
حرقة أم عا بنتها الصبيه
وطفله ترتع بلعبها هنيه
وكهل بكى إبنه الشاب
قتلونا
لن نكم الأفواه ولا الأقلام
ذاك الكم الهائل من ثقل الكلام
والفكر الطامح لتغير الأيام
تعالو لنتلاقى بالقيم الروحيه
ونشبك ايد بايد بجو الأنسانيه
من كل الطوائف اسلام ومسيحيه
لن ينكرنا بركان المحبه والحزن
وسنبقى أوفياء لهذا الوطن
# الشاعرة سهام مصري / لبنان
عقد من اللآلئ عرفت الشاعره سهام المصري كيف تصتادها وتنضضها بمهارة لتشكل منها عقداً يرهج بالضوء واللمعات الفكرية
باقة جميلة دمتِ قادرةً على العطاء ودام قلمك