تشبهني جدّا
..
أرى أنَّ هذي الأرض تشبهني جدّا
لها تربة .. تعتيقها يشبه الجدَّا
..
وما جدَّ فيها من خيارات عاشقٍ
يقول الذي ما جدَّ عشقاً
فقد جدَّا
..
رأيتُ بها النخل امتشاقا بطولِهِ
فعشتُ كراهات الذي أمسك الغمدا
..
رأيتُ لخفق الماء وسط عيونها
فأدركتُ معنى
أنَّ نبعيَ ما سُدَّا
..
رأيت شواطيها وغمرات بحرها
فعشتُ هدوءاً عاصفاً
قطُّ ما صُدَّا
..
ولمَّا رأيت الأرض شبهي بكلِّها
هويت لها باللثم كي أبلغ الحمدا
..
وحسَّستُ فيها الترب
خدّاً ومترفاً
عشقتُ لأترافٍ يلامسها خدَّا
..
شمختُ بأنفي
إنَّ أرضيَ حرَّةٌ
ودون سجود الذلِّ
أهوى لها سُجْدا
..
ومصعِّدٌ منها جمار قضيتي
على جمرها من موضعٍ
أعشقُ الصُعدا
..
أحيِّزُ فيها الحدَّ
حد جزيرة
وكي تصل الأوطانَ
لم تعرف الحدّا
..
بذا أنا
قد أكملت خارطة الصدى
إلى موطن منه الصدى
جسَّم البعدا
..
وما عاش صوتاً
وارتداداً لمنحرٍ
فصوتي وإن كان الصدى
قطُّ ما رُدّا
..
وما غاب فيه الأمس
فالحاضر الذي يشدُّ إليه الحبل
للعطر قد شدَّا
..
ومن شدَّ عطراً
شدَّ لله موقفاً
وأبدى بطيبٍ عمَّ
لله ما أبدى
..
سلام على الوحي المعتَّق
حينما يعيد التراب النصل
من جرحنا مهدا
..
سلام عليه المستجدَّ
كأنَّه تعتَّقَ صافٍ
لم يكن خمرة لبدا
..
وألف سلام للصدى من ترابه
إذا ما ارتدى حسَّ الخرائط
واعتدَّا
..
فكم موطن
في المهملات مصيرهُ
وإن كان مذكوراً
فما بطلاً عُدَّا؟!
..
بأرضي وفرضي
أستحمُّ غسولها
رسولا لمن لا يملك الفخر
والمجدا
..
بروحي
وأحلامي التي قوَّمت غدي
أعيش القيام الصعب
ما كنت مُنهدّا
..
وبي أرمدُ العينين
دكَّ حُصونهم
فأصبحُ حصن القوم
من رمدتي رمدا
..
لأنيَّ قد شوفيتُ قلبا من العمى
وقلب العمى في الغير قد قيد الزندا
..
فلا تطلبوني غير أرمد
رملتي من الترب في عيني
لكي أبصر الرشدا
..
ولا تطلبوني غير حافٍ
فخطوتي من الترب
والحافي بها يجرحُ القصدا
..
فيبلغ بالجرح الذي يستقلِّهُ
بما هو يعيي البحر إن بلغ المدَّا
#الشاعر سلمان عبد الحسين / البحرين
رائع