“من ثقب الذاكرة”
ومن ثقب الذاكرة
المنهكة تطل املا
أداعبه على مهل
حينما يتراءى لي،
الخيط الأبيض
ينفلت من الخيط الأسود
من رحم نور الغسق
حلما خلته قد نأى
وظني به ما خاب وما خبا
وبين الضلوع ما ذوى
وكم خشيت أن يأفل
قبل غروب شمس التمني
وها أني أخبرته أنه
في الروح والقلب يسري
يشع ابدا، وما اختفى
هاجت الذكرى وطربت
الأدمع في الماقي
غازلت وجه القمر
في حضرة النجوم السابحة
سرا وعلانية…. تأتمر بالوجع
والفؤاد ما درى إذ هوى
تاه في الربع الخالي
جاب الفيافي والبوادي
يروي أسطورة عشق
سطرها زمن الفردوس المفقود
ضجت بها جنبات المدى
باتت صرحا في ارم ذات العماد
هناك انفردت بالقرار
تناجي طيفك المغمور
تحت كثبان رمال اشواق
كم باركت زمنك الغابر
طوفانا يكتسح انفاسك
ولا تبالي… وبك تلاعبت
تلك الذكرى غدت
من سقم الهجر سكرى
تعود إلى عروش مدن القلب..
كما عودة الدر إلى معدنه
تحل بربوع نفس مطمئنة
راضية مرضية
تحاكي روحا ظماى
كم تلاقي من الضنى
ما تلاقي…وفي الآفاق
البعيدة رسمت حلما
وعدنا بأنه سيخبر
الايام في الدجى عنك وعني
# (الدكتورة الشاعرة والناقدة مفيدة الجلاصي/ تونس )