هلوسة علميّة
إذا كان أنفُ pinocchio
يتمدّد طولًا كلّما كذّب، أيمكن أن يكونَ العلمُ لم يكتشفْ بعد أنَّ عينَ الإنسان لم تستطعْ أنْ تلتقطَ الرؤية البصريّة بالعين المجرّدة؟
وبالطّبع آنذاك يكونُ العلمُ مصحوبًا بحكمةٍ إلٰهيّة.
تعالَوا معي نتأمّل الواقعَ المعيوشَ ، ونتصوّرَ ماذا كان يمكنُ أنْ يحصلَ فيما لو كانت كلُّ الأنوف تشبهُ بيولوجيًّا أنفَ pinocchio ؟
وكيف كنّا سنلتقي؟
أيمكن للّغة العربيّة وهي لغة الإعجاز أن تملك الرؤيا البصريّة العقليّة إذِ استخدمت تعبير” شامخ الأنف” و”يشمخ بأنفه نحو السّماء”؟ ولم تستخدم ” طويل الأنف مثلًا مع ما يتضمّنه معنى الشّموخ من غطرسة، وهي صفة يتحلّى بها صاحبها ويتذوّقها بمفرده، حيث يكذب على نفسه ويصدّق الكذبة باعتبار إصابته بانفصام الشخصيّة؟!
لذلك يتمدّد الأنف طولًا نحو الأعلى تفاديًا للاصطدام ببعضنا البعض
إذ لو امتدتِ الأنوفُ طولًا إلى الأمام لكان الوضعُ كارثيًّا بامتياز!
وبالإمكان تدعيم رأيي الهلوس-علمي بذلك القول المأثور” فلان لا ينظر إلى أبعد من أنفه”
إذًا العين البصريّة هنا لا تستطيع أن ترى الأبعاد نظرًا لطول الأنف
فقصر النّظر في مثل هذه الحالة يكون ذا بعدين: بصريّ وعقليّ!
حبّذا لو نملك حدّة البصر والبصيرة لكان أدرك كلّ
“تابعٍ “ما يخفيه عنه زعيمه ال”فيزيو-روحيّ” من طول أنفه.
أقول:”الرّوحيّ” وأعنيها لأنّ من أخطار المحبّة الحصريّة للزعيم، وللقائد وللمسؤول، أنّها تتغلغل إلى الرّوح وتجعلها فديةً لهؤلاء ، كما تدخل إلى أعماق النّفوس فتُصيبها بالعمى حيث تُخفي عيوب المحبوب،وهذا ما يُسمَّى بالحبّ الأعمى، عكس المحبّة المُطلقَة لله تعالى الّتي تجلو البصائر وتنيرها بالحكمة والحقائق.
ويبقى السؤال في قيد دراسة الهلوسات العلميّة: هل طولُ الأنفِ عند الكذب هيوليٌّ بطبيعته غير ًمرئيٍّ أمِ العينُ البيولوجيّة قاصرةٌ عن الرؤية؟!
# بقلم الكاتبة عايدة قزحيّا حرفوش/ لبنان