جرحُ الضباب
الى حبيبتي… بيروت
سافرتُ في جرحِ الدّخانِ بَعيدا
ونزفتُ ما بَين الضّلوعِ شهيدا
وارَيتُ وجهي واليدانِ ضريحُهُ
كَفَّنتُ بالي… تائهاً وشَريدا
ومشيتُ في دَفني، جثاميني الخُطى
ورأيتُني تحتَ النعوشِ زُنودا
حتّى اجترحتِ من المُحال نوارساً
ومِن الدّموعِ الطاعناتِ وَليدا
كالتّربةِ العَطشى تشقَقَ رَحمهُا
فاعشَوشَبَ المطرُ الخصيبُ وعودا
ووَشمتِ من شجرِ الرصيفِ ظِلالَه
فمَشَتْ مع المتألّمين وُرودا
يا مَن رسمتِ على الهواءِ سَحابةً
ونقشتِ في صوتِ السّماء رُعودا
أنزلتُكِ الحسنَ الفريدَ تَضرّعاً
فوجدتُنا في القِبلتينِ سُجودا
لا تعشقيني… كي أموتَ، حَبيبتي
لا تعشقيني… كي أموتَ وَحيدا
# الشاعر المحامي مارون الماحولي / رئيس المنتدى الأدبي _ كفرشيما / لبنان