إلى حبيبتي بيروت
كانت عروسٌ تحملُ القمحَ
رغيفاً من حكايا عاشقين،
وعريسُها،
هجرَ البلادَ وأهلَها
هجرَ العروسَ وقمحَها
هجرَ الشواطئ كلها
حيث التقت عيونُهما.
هجرَ الأماكنَ كارهاً،
فبلادُه سقطت فريسةَ سمكةٍ
من قرشِ بحرٍ جائعٍ
لا يشبعُ.
وعريسُها نسيَ الزفافَ وأهلهُ
نسيَ البلادَ ودينَهُ،
فالقرشُ قد بلعَ الأراضي والشجر
بلعَ الثمر،
بلعَ الحكاياتِ الجميلة
بلع الزهرَ وأثوابَ العرائس
القرشُ قد بلعَ الأزقةَ
ألِفَ اللصوصُ سلوكَهُ
رفعوا التحايا
قدموا كل الغنائم
أسرفوا وتزلّفوا
والقرشُ نائم،
وقفت عروسُ الشرقِ ترتقبُ الوصال،
عينٌ على البحرِ وما خلف البحار،
لكنما القرشُ دنا من ثوبها يشتمُّهُ
كالكلبِ يدنو كلما أظهرتَ خوفك،
أو كما يدنو من العذراءِ مغتصبُ النساء.
ودنا القرشُ..
سرق الرغيفَ وقضمةً من قلبِها
وتفجّرَ القمحُ وضاع الانتظار
سرقَ الوصالَ وحلمَها
وتمزقَ الثوبُ
وأسمالاً طفق.
والبحرُ قربَ القمحِ قد بلعَ الأسى
وتفجّرت أحشاؤه
ماتت حماماتُ المدينة
ومروءةُ الشرقِ تخضّبَ وجهُها..
والقرشُ نام.
# ( الروائية من الأصول الإيرانية المقيمة في لبنان مريم ميرزادة )
أحبائي
قلوبنا تتمزق على بيروت كما تتمزق كلمات ابنتنا الشاعرة المتألقة
بيروت قرأنا عنها ونحن في بدايات دراستنا كواحة تحيطها السعادة المتدفقة
أحبائي
دعوة محبة
أدعو سيادتكم إلى حسن التعليق وآدابه…واحترام بعضنا البعض
ونشر ثقافة الحب والخير والجمال والتسامح والعطاء بيننا في الأرض
نشر هذه الثقافة بين كافة البشر هو على الأسوياء الأنقياء واجب وفرض
جمال بركات..رئيس مركز ثقافة الألفية الثالثة