# سائرٌ إلى حتفي
من جيبي تسقُطُ الأمنياتُ
اليمامُ جائعٌ
لا أنظرُ إلى الوراءِ، كي لا تحترقَ المدينة!
الْمَدينةُ ضَجيجٌ عاقِرْ فيها اكتَشَفْتُ أنَّ كلَّ الأَنبياءِ ذُكورْ فَكَفَرْتْ!
سائرٌ إلى حتفي
من جيبي تسقطُ الصوَرُ القديمة
الكلّ هنا يَنشُدُ الـ”هناك”
والـ”هناك” عباءةٌ بالية
لا أنظرُ إلى الوراءِ، كي لا تحتشمَ العاهرات!
سائٌر إلى حتفي
الحزنُ فوضى
العيونُ تائِهة
الزمان رُكام
المكان رُكام
وفوق الرُكام يمرّ الحلم
كطفل يطيّرها ميتة
رفوف اليمام
وتحت الرُكام
تنام في قبلتها أميرة مدينة الأحلام…
أتعلمين يا بيروت،
أنّ الليل ليس الظلام والصمت
ليس السكوت
إنما من أشكال الكلام
والأسود إغماض عين واللون منام…
أتعلمين يا بيروت،
مازلنا ندفن فيك موتانا
ونرحل إلى موتنا وحيدين
ألم يحن الوقت يا بيروت؟
أن يموت الموت على يدك
كفانا أوقاتاً ضائعة
كفانا أخطاءً شائِعة
كفاك وكفانا يا أمّ الشرائع
يقتلنا معاً سؤال السكوت
أينَ الله؟ متى الله؟ من الله؟
لا أنظرُ إلى الوراءِ، كي لا يموتَ الله مرتين!!
# ( الشاعر مكرم غصوب / لبنان )