سهاد
نحن لا نكذب يا بيروت حين قلنا لكِ…
بأنّنا سنلبسكِ عِقداً من القنابل بدل الياقوت…
ولم نكذب أبداً…
حين هتكنا حُرمَة مقامكِ…
ومزّقنا ثوبكِ …
وشربنا دمكِ…
ورمينا اشلاءك ولم يكفِنا ألف تابوت….
ولم نكذب يا جميلة…
حين عصرنا شراب الوردِ من شفاهكِ…
ووزّعناه في كؤوس الرذيلة على جميع أفراد القبيلة…
وسكِرنا…وانشدنا الملاحمَ والقصائدَ…
وفي السّرِ….كنّا نُشعِلُ تحتَ ثوبكِ الفتيلا….
وكم كنّا كاذبين مخادعين….
حينَ جلبنا لكِ العار إكليلاً من الغار…
ورسمنا حدودكِ بين أنياب الثعابين وحلقات النار…
وكمّ كنّا مجرمين….
حين لم تصدّقي نوايانا….
بانّنا حلفاء الشيطان الرجيم…
وبأنّنا نبكي كالتماسيحِ…
ونضحكُ كالجرذان امامَ موتِ قتلانا….
وبأنّنا وبكلّ ثقة…
لا نفقه معنى الحريّة…
ولا نأبَهُ لفتوحات التاريخ بمفاتيحَ عربيّة…
لكنّكِ صدّقتنا حينَ قلنا لكِ….
نحن فداكِ…
فغفوتِ مطمئنة وأشعلنا بكِ البحرَ فتيلا…
#(الشاعرة سهاد شمس الدين / لبنان )
ميزان الزمان ستكون كفّته راجحة لحياة لبنان من جديد…تحياتي أستاذ يوسف رقّة لك ولصفحتكم الكريمة…