ما هو الوجود؟!
أيكفي أن يمتلئ الفراغُ بجسمٍ ما كي نعتبره موجودًا؟! أينتهي هذا الوجودُ مع تأكسد قطعةٍ من اللحم؟! ماذا يحدث بكلّ تلك التفاعلات اللحظية مع الزمكان؟! يا تُرَى، هل للوجود ذاكرة؟! وإذا صحَّ ذلك، فمَن يتذكّر؟!
لم أقتنع يومًا أنَّ للأشياء نهايةً… يجري الكون بسلاسةٍ غير مقروءة بحيث لا يمكنُ لأحدٍ أن يُدرك مسار الأمور من نقطةٍ إلى أخرى، أو أن يُميِّز بين ما هو طبيعي وما هو غريب، بين ما هو متوقّع وما هو مُفاجئ… في ضوء هذا التعتيم المُحيط بنا، كيف نتبجَّحُ بتحديد النهايات؟!
حدوث الأشياء خارج لحظتنا، بعيدًا عن متناول معرفتنا، في تمرُّدٍ على حواسنا، لا ينفي وجودها ولا يُحتِّم نهايتها!
فنحنُ نخطئ بهذه المبالغة في الإعتماد على وَعْينا الحِسّيّ ونغفلُ عن تقييم تَبِعات حركتنا على الكون… هي سلسةٌ من أجزاء وجودٍ ترتبطُ ببعضها دائمًا، يصعبُ أن نكون لها البداية ويستحيلُ أن ننتهي فيها! لا يُختَصرُ وجودُنا فيها بجسمٍ ولا يقتصرُ على حفنة لحظاتٍ من العيش أو تقاطع بضع حواسٍ معنا…
لا أوفى من ذاكرة الوجود لنا وتلك التفاصيل التي لطالما انجذبنا إليها لاإراديًّا، وتماهينا في صُدَفها ونداءاتها، هي التي ستتذكّرنا دومًا!
لم أعد أُبالي بزمنٍ يقفُ أو عمرٍ لا يفنى، فربّما أنا لم أبدأ بعد ولكنّني لن أنتهي يومًا، هذا أكيد!
آنّا ماريا أنطون
( خاص “شهرياد الكلام ” باشراف منتدى شهرياد الثقافي في بيروت )