المزاد
لبنان من يشتري
فالسوق رائجة
والسعر أبخس من ذل وخذلانِ
أرضٌ تباعُ
وقاماتٌ بلا عددٍ
والسوقُ أيضاً لنسوانٍ وغلمانِ
والقمحُ والنفط والأرزات داشرةٌ
إذْ أوكلوا البيعَ مقطوعاً
لخصيانِ
سوقٌ يقدمُ أصنافاً مذهّبةً
فكراً شقياً
صنيعَ الأنس والجانِ
تبرَ الكراماتِ معروضاَ برمتهِ
قصائد المدحِ
في مسخٍ وثعبانِ
شواطىءَ البحرِ
بحرَ الناس
دمعتهمْ
حقلَ الحشيشةِ مصحوباً بإدمانِ
إرثَ العتيقينِ
تذكاراً لجدتنا
لوالدٍ شــاخَ من ظلمٍ وبهتانِ
أطفالَ آتينَ مثل البدر طلتهمْ
هم يصلحونَ غداً
ثورا بفدّانِ
كسّارةَ السفحِ قضْمُ الأرض غايتها
إسوارةَ الأم
أحلاماً لصبيانِ
لبنانُ للبيعِ
قالوا يشتريه غداً
بأبخس المالِ
وغدٌ نسلُ شيطانِ
فلا يظلّ لنا قمحٌ
ولا لبنٌ
ولا عناقيدُ
تثري خمرة الحانِ
والراغبون كثيرٌ في بضاعتنا
مادام باعوا هنا
أشتاتَ إنسانِ
ما دام لا يسأل التجار أنفسهمْ
ماذا تبقى
وبعنا التربَ والضانِ
ولم نوفّرْ كراماتٍ وأفئدةً
ولم نقابلْ عطا الدنيا
بإحســانِ
سوقٌ يُباع به الإنسـانُ
في بلدٍ
قد كان في الأمسِ تاجاً
فوق بلدانِ
لكنْ سأبقى
أنا شعري كما وطني
كما ضميري
ورغم الكلّ لبناني.
# ( الشاعر عصمت حسان / رئيس منتدى شواطئ الأدب في لبنان )