أحزان الدمى
..
كان حزناً كأي لحنٍ قديمِ
مستجداًّ كأيِّ ضيفٍ مقيمِ
..
مستفيقاً
حتى مع الشمس لمَّا أشرقتْ
فيه ملمحٌ من وُجُومِ
..
حزننا الطفلُ كان يرضعُ عنا
لمناماتِ أهل كهفِ الرقيمِ
..
حزننا والرصيف
بعض احتشادٍ
عاجزٍ عن نوالِ أشهى الكُرومِ
..
المساكين للتسكُّعِ
عاشوا فيه أحلامهم
كأهل التخومِ
..
وهم اللابثون في القعرِ
ما في النار من مدَّةٍ
لأهل الجحيمِ
..
حزننا المستطاعُ
في الاستطاعات
بلا قبضة لكفِّ رحيمِ
..
وإذا أسقط المحال بحضنٍ
صار حصراً مهوىً
بحضنِ اللئيمِ
..
عالجوا يتم فاقد بكفوفٍ
بندول التخدير للمحمومِ
..
عالجوا بطنَ جائع بحجارٍ
هي للجوع صخرة التحجيمِ
..
عالجوا عقل يائسٍ في ذهولٍ
عند شاطي التلزيمِ دون لُزُومِ
..
وامنحوا الحزن أن يكون صديقا
بعد فرز الأفراح بين الخصومِ
..
خاصموا طبلةً تراقصُ خصراً
واجعلوا الناي كالوليِّ الحميمِ
..
خاصموا الدفَّ إذ يزفُّ عريساً
وامسكوا العود واتراً للملومِ
..
صنِّفوني أنِّي
حزينٌ
حزينٌ
وحزينٌ ..
ما عشتُ بالتعميم
..
حيث خصخصتُ فرحة باقتصادٍ
لبقايا ثغرٍ وقلبٍ سليمِ
..
حين تفترّّ منه بسمة ومضٍ
فاحذروا الثغر دائم التبكيمِ
..
واحذروا العينَ
وهي تسدل ستراً
عن حزينٍ في ظلمة وكتومِ
..
إنمَّا الحزن صامت عن كلامٍ
أبداً ما ادَّعى لسان الكليمِ
..
أنطقته العيون خلف غمامٍ
فرمى النطق خلفَ تلك الغيومِ
..
واستعار الدمى
وحرَّكها خيطاً
ونادى يا دمية الصمتِ لومي
..
غمغمت عن ملامها حركاتٍ
أوصلتها إلى الملاكِ الدميمِ
..
لعبتْ لعبة الملوك انجذاباً
واستجابتْ إلى الوصي الحكيمِ
..
هي قالت
ما بينَ حزنٍ وسعدٍ
خيط تحريكنا من الموهومِ
# ( الشاعر سلمان عبد الحسين / البحرين )