زاوية ” شهرياد الكلام ” التي يشرف عليها منتدى شهرياد الثقافي في لبنان برثاسة الشاعر الشيخ نعيم تلحوق إستضافت اليوم شاعرا مميزا هو العميد وليد زيتوني في باقة من قصائده :
-1-
أيها
الآتي
إلى غدي،
أعرَّني
وقعُ خطاكَ،
وقِفْ
على ضفافِ الرؤى،
فأنا
مَنْ يعبّدُ
الذاكرةَ .
ويحفرُ
باقةَ آهٍ
في حناجرِ جرحِكَ.
لمْلمْ
أجنحتَكَ المنتّفةَ،
واتّكئ،
على
شاهدةٍ،
لم تذقْ
إلا طعمَ المخاضِ المريرْ.
فأنا الآنَ.. الآنَ..
أرفعُ يافطةَ ماضيكْ.
إنتشرتُ حزناً ،
مرّ بي بيرقُ الفرحِ
ولم ينحنِ
كالريح لونيَ…. منثورٌ في فراغِ الأمسياتْ
***
-2-
يا أنتِ
أيتها…….
المثيرةُ كارتعاشةِ طيفٍ
تقبّلي شهوة إلهٍ
إليه
يُصامُ
ويُعبِدُ…
إلهٍ
يؤمُّ فراشات الصباح
ويَبْعُدُ
يبعدُ
حتى آخرِ الرّغيفْ
قبلَ التجارةِ وقبلَ القوافلِ
قبلَ العطورِ وقبلَ التوابلِ في بيتِنا
نحنُ ” أهلُ البيتْ”،
أنا
أولادي
والأحفادُ،
لسنا من نسبِ الصّحراءِ
لم نتعاط القات واصناف الافيون ،
نحن جماعة تثليث
مخمورون بطهر الارض ،
مغمورون بروح الشوق ،
إمامنا عقلٌ
وأمير قبيلتِنا
حلاّجٌ يتأبّطُ عشقاً.
في بيتِنا
نحن “أهلُ البيت”
صلبانٌ ترتفعُ،
مصنوعونَ من خشبِ الزيتونِ،
لم تدخلْنا الفضةُ يوماً،
لم يُحرَقْ فوق مذابحِنا البخورُ،
سحرُ العطرِ
شغفُ المجدلية
يفوحُ حيث الإلهُ يكونُ.
في بيتنا
نحن ” أهل البيت “،
أبناءُ عشتارَ
نحن،
نزرعُ قمحاً
ننبتُ ورداً
على أدراج بابلْ.
وبابلُ
قصةُ خلقٍ عتيقةٍ
جنائنُها وُجِدَتْ قبلَ الجنائنِ
وقبلَ النعيمِ
وقبل عدنْ،
وُجِدَتْ
.
بابلُ
على جدرانِها
عُلِّقَتْ كلّ القصائدِ
قبل الحروفِ
وقبل السبيِ
وقبل التتارِ
وقبل قايين وهابيلَ
وقبل تفاحة الشرِّ.
قتلوكِ بابلْ
نحن “أهل البيت” ضحيةْ.
-3-
مذكرات سجنجل
مفرقي ثلجٌ
وجنتايَ صخورُ،
والمآقي حلمُ لهيبٍ
تآكلَتْها الدهورُ.
ثيابيَ الرثةُ
وأوراقي القديمةُ،
كلُّ حُطاميَ
خربشاتٌ على جدارٍ تهاوى،
سلالُ شوكٍ
تعربشُ فوق الوجنتينِ،
وشاهدُ لحدٍ
يؤرِّخُ لاقترابِ القيامةْ.
لونُ وجهي
لونُ اللقى ،
وجبهتي درسٌ
يعفِّرُها الترابُ،
منزلي هيكلٌ خشبيٌّ
يحوّمُ فوق مطرحِهِ الغرابُ.
صفوةُ الروحِ
صفرةُ ريحٍ،
بعضُ بقاياها
صارت جواباً.
أتزهرُ بقايا الرمادِ
وتدمعُ صخرةْ؟
# ( الشاعر العميد وليد زيتوني )