زاوية ” شهرياد الكلام ” التي يشرف عليها منتدى شهرياد الثقافي تنشر اليوم قصيدة جديدة للشاعرة أنّا ماريٌا أنطون .
هنا القصيدة :
مللتُ كلَّ الأشياء
تعبتُ من كلِّ الأرواح
اكتفيتُ من سكون الكلمات
وصمت الدموع
وهذيان الأحلام…
أريدُ صوتاً صارخاً
ووجهاً قاسياً
وقلباً ميتاً…
مللتُ لملمة المرايا
ومطاردة الفراشات!
أبوحُ بلا صوتٍ
وأكتبُ بحروفٍ منسية
وأتكلّمُ بلغةٍ لا يعرفها سواي!
أحاربُ انحباس المياه
وجَوْرَ الأيام
وشعوذة الأزمنة!
أخلقُ من رماد أيامي
آيات النار والثلج…
وأجمعُ من غبار أفكاري
أخيلة الألوان والضوء…
وأنامُ…
… بين مهد الإبداع ومدافن النسيان
وأحلمُ…
… على غيوم البياض ووسادات الريش
وأتطايرُ…
… بين شُهُب اللهيب ونيازك الأوهام
وأتلاشى…
… في عبقة الحبر وعطور الضباب
ثم أعودُ…
وألمسُ النار بقدميَّ
وأتحسَّس أجنحة الظلام بيديَّ
فتخرجُ نفسي عن مدارها
وتتفجّرُ في فضاء خيالي
فأعرفُ أنَّ وجودي سرابٌ
وأنّي أكتشفُ الأسرار بعينيْ طفلٍ!
أسبقُ الحزن بدمعة
وأدركُ الفرح بعد لحظة
وهكذا أعيشُ…
… بين الهروب والخسارات!
يا ليت الأكوان تستكين دهراً
والأصوات تصمت عمراً
وكل الأشياء تتوقف عن حراكها!
يا ليتني أتبخَّرُ غيماً
… وأسقطُ مطراً!
يا ليتني أموتُ حرقاً
… وأتناثرُ رماداً!
فأنا أحتاجُ شروقاً آخر
وثلاث خطوات
ونقاط انقطاعٍ كثيرة!
أحتاجُ قواميس جديدة
لأبدأ زمناً ثانياً!
سئمتُ مقايضة النسيان
سئمتُ دفع الأثمان
فذنبي الوحيدُ… أنّي…
وُلدتُ في انعكاس الحياة!
# ( الشاعرة آنّا ماريّا أنطون)