ميزان الزمان
  • الصفحة الرئيسية
  • امسيات
  • قصائد
  • شهرياد الكلام
  • ومضات وأدب وجيز
  • حكاية و قصة
  • مسرح
  • للمساهمة في النشر اتصل بنا
لا نتيجة
عرض جميع النتائج
ميزان الزمان
لا نتيجة
عرض جميع النتائج
 
فيديو ونصوص ندوة ” مساكب الغزل في شعر عبد الله شحاده ” قراءة في كتاب د. جورج زكي الحاج 2025/05/26
د. قصيّ الحسين يقرأ كمال جنبلاط في كتاب المؤلفين شادي منصور وعبد الحليم حمود الصادر حديثا عن ” زمكان “ 2025/05/21
طارق آل ناصر الدين ديوانا : قصائد ضاحكة ( الجزء الثاني ) … قراءة للكاتب د. قصيّ الحسين 2025/05/19
التالى
سابق

فيديو ونصوص ندوة ” مساكب الغزل في شعر عبد الله شحاده ” قراءة في كتاب د. جورج زكي الحاج

فيديو ونصوص ندوة ” مساكب الغزل في شعر عبد الله شحاده ” قراءة في كتاب د. جورج زكي الحاج
منصة: فيديو
25/05/2025

خاص موقع “ميزان الزمان ” الأدبي : إضغط على الرابط أدناه لمتابعة فيديو الندوة حول كتاب ” مساكب الغزل في شعر عبد الله شحاده ” للكاتب د. جورج زكي الحاج الصادر حديثا عن منتدى شاعر الكورة الخضراء عبد الله شحاده في لبنان :

إضغط على الفيديو لمتابعة وقائع ندوة ” مساكب الغزل في شعر عبد الله شحاده ”

وقائع الندوة :

أقيمت مساء الأحد 25 أيار 2025  ندوة  في إطار فعاليات معرض بيروت العربي والدولي للكتاب ( الدورة 66 )   حول كتاب البروفسور جورج زكي الحاج “مساكب الغزل في شعر عبدالله شحاده” (الصادر حديثاً ضمن منشورات منتدى شاعر الكورة الخضراء)، وشارك فيها المنتدون: د. زينة زغيب ، د. روزيت يوستاخباريان ، أ. ميراي شحاده والمؤلف د. جورج زكي الحاج.

وكان من المقرر أن تقدم الندوة الكاتبة والتربوية مها محمد جعفر , غير أنّ زحمة السير الناجمة عن الانتخابات البلدية في جنوب لبنان منعتها من الوصول في الوقت المناسب ، لذلك قرأت الشاعرة ميراي شحاده كلمة التقديم بالنيابة عنها .

من الندوة

د. جورج زكي الحاج يتوسط الباحثتين د. روزيت يوستاخباريان والدكتورة زينة زغيب

استهل افتتاح الندوة بالنشيد الوطني إنشادا من الحضور على إيقاع عازف الكمان الفنان خضر رجب .

الفنان خضر رجب يعزف النشيد الوطني اللبناني في افتتاح الندوة


نص كلمة التقديم :

في ظلّ وطنٍ تتناتفه نوازع المقاصد وروح التفرقة، وبيع الصوت والمواقف…نقف هنا بينكم…لنعلي الصوت أنّنا، أوفياء للبنان وطن الجمال، لبنان الوطن الواحد، لجميع أبنائه على اختلاف مآربهم ومشاربهم…اوفياء لتراب الوطن من رأس الناقورة إلى النهر الكبير الجنوبيّ…لبيروت لطرابلس للبقاع لعكار لبعلبك لصور…لكلّ زاويةٍ من هذا الوطن الشريف بأبنائه الأوفياء…
من على منبر منتدى شاعر الكورة الخضراء، عبدالله شحادة، نعلنُ أنفسنا جنودًا للوعي والفكر والمقاومة بالثقافة والعلم…لنشر الوعي الوطنيّ بالإضاءة على مجد لبنان وإرثه الثقافيّ المتمثّل بجمال طبيعته الملهمة وتاريخه الحضاريّ علّنا نصنع نقطةً فارقةً أو فاصلةً تدير توجّه مفترق الطرق لتوحيد الدروب والمسيرة والمسارات لأبناء لبنان متكاتفين موحّدين متحابّين…وذلك بالإضاءة على شعلات الفكر والأدب واستنباط العِبر والحكم والدروس من أدبهم وفكرهم ومؤلّفاتهم…وهذا ما نذرت له نفسها الاديبة المهندسة ميراي شحادة عروس الكورة الخضراء، الصافية صفاء سماء لبنان في ليلة صيفٍ فوق شواطئ صور والمينا وصيدا وجونيه وبيروت

الشاعرة ميراي شحاده

كلمة تقديم الشاعرة ميراي شحاده التي كتبتها التربوية مها جعفر :

اسمحي لي ميراي أن أرفع الكلفة كي أحدثك من القلب إلى  القلب:
حين تعرّفتُ إليكِ بادرتِ إلى احتضاني عن غير سابق معرفة، كنتِ بثوبك الأبيض المطرّز الذهبيّ، وصوتِك الأغنّ الرقيق، أميرةً من عالم الخيال، ولم تزالي كذلك…
ميراي، تحمل رسالة لبنان الأدب والفكر والإبداع، نذرت نفسها راهبةً على مذبحِ الصدق والأمانة، أسست عائلتها الصغيرة ومهنتها الناجحة في الهندسة، ولكن: هل تكتفي بتخصّص الأبناء والفائدة الماديّة؟ لا والله! فزكاة نعمة الربّ علينا أن ننعم على سوانا بما أعطانا، ووشوشت لي يومًا، أنّ أمّها أوصتها بأمانةٍ لن تزيح عنها، وهي أن تجعل من إرثِ والدها الفكريّ والثقافيّ زكاة علمٍ ما بقيت…وها هي…تعمل على النشر للأدباء، مبتدئين مغمورين معروفين عظماء…تفتح باب النور الذي حباها الله به لتضيء به دروبهم وأيامهم وتأخذ بيدهم بالعطاء لا الأخذ…لله ما أنتِ يا قديسة الفكر…يا
 
لبنان بجماله وفرادته وتنوّعه…يا قلبًا ينضحُ عفّةً وشخصيّةً تنضحُ اتزانًا…طوبى لأبٍ حملتِ إرثه، ولأمٍّ ربّت فأحسنت وأبدعت، ولوطنٍ فيهِ أنتِ… ميراي مهندسة الأدب، وأميرة حقول الكورة الخضراء، وزيتونة القيامة في كلّ حين…المنبر لكِ تفضّلي

وبعد ذلك ، ألقت الشاعرة ميراي شحاده كلمتها ( ننشرها في وقت لاحق ) ،

كلمة تقديم الباحثة د. زينة زغيب :

الدكتورة زينة زغيب، تقطف الفخر من بين السطور، فتقرأ وتبحثُ وتكتب النقد بجمال امرأةٍ تتزيّن للعيد، عروسًا للأدب، تحمل هموم الناس العاديّة، بمسؤوليّةٍ فوق العاديّة، فتثور ضدّ الظلم والغلاء، ثمّ تحتضن اسرتها الصغيرة وهي تصلّي: ربنا احفظ وطننا، ربنا
 
احفظ اولادنا، ربنا قدِّرنا على فعل كلّ جميلٍ.
حائزة على دكتوراه في الآداب، فارسة منابر النقد الأدبيّ، تقف بيننا اليوم مشاركةً في ندوتنا، الدكتورة زغيب المنبر لك

الباحثة د. زينة زغيب

كلمة د. زينة زخيا زغيب :

قيل حدّثونا عن غزل عبدالله شحاده فقلنا اختصره الحاج في مساكب أورقت وأزهرت عبقًا لفّ العقل قبل القلب. نحن هنا للكلام على كتاب مساكب الغزل في شعر عبدالله شحادة فلا بدّ لنا من أن نتطرّق إلى الشاعر محور الدراسة، وهل أصدق من رؤيته في عين أكاديميّ مخضرم؟ عندها، قيل لنا حدّثونا عن الأستاذ الأكاديميّ المخضرم فقلنا إنّه جورج زكي الحاج، يتصفّح القرطاس كآلة تصوير بالرنين المغناطيسيّ، فينقل إلينا صورة مفصّلة لأعضاء النصّ وبنيته ونوعيّة أجزائه بدقّة وشفوف. من ثمّة، ينقل المرسلة إلى غرفة التشريح، ويباشر بالمعاينة، مستخدمًا أداته الفتّاكة المِذبَر فيخطّ به نهجًا ليعلِّم فيعلّم.
منهجيًّّا، عرض مجموعة القصائد التي اختارها للدراسة، فأكّد التزام شحادة بشكل القصيدة الكلاسيكيّ والوزن وتجديده بالموضوعات، كما لفته أسلوبه القصصيّ والمسرحيّ، وقربه من الرومنسيّة والطبيعة وميله إلى الحزن، وحلمه بليالي الحبّ والغرام.
لا تظنّنّ، أيّها السامع، أنّ الإمعان في التفاصيل والبراهين في هذا الكتاب مرهق أو مملّ، فالهدف من تفنيد الموضوعات مجموعات تحت عناوين، الإيضاح وإرشاد المتلقّي ليفهم أسلوب شحادة، حتّى يكاد يشعر أنّه قرأ الديوان من جهة، ومن أخرى تطارده لهفة الحصول عليه والإبحار بين قصائده.
أمّا عن الأسلوب فحدّث ولا حرج، سلس متوازن بعيد من الإطناب كما الإيجاز، فالحاج يتقن السير بين الألغام، يحترف دوزنة المعلومات التي يقدّمها، يسقط الكلمة في مكانها، يهندس لها فتحفر وتضيء. 
اللغة سلسة والمفردة رشيقة مهيّأة لتغدو في متناول الجميع، لا لفئة محدّدة، فهي بعيدة كلّ البعد من التعقيد، إذ لم يلجأ الحاج إلى إبراز قدراته الفنّيّة وعرض عضلاته في الكتابة بلاغةً وتركيبًا، لم يرتكب هذه الهفوة المنفّرة الشائعة عند بعضهم، همّه تدعيم كلّ فكرة يطرحها، فلمسنا اطّلاعه الواسع بالأدب العربيّ كما الغربيّ.
قراءة الحاج التحليليّة وافية وكافية، تدلّ على إلمام بأعمال شحادة وبتاريخ الشعر وأعلامه. كتاب موضوعيّ، منهجه موضوعاتيّ تحليليّ، أعطى الحاج فيه الشاعر حقّه، متطرّقًا إلى الناحية النفسيّة التي جعلت يكتب على هذا النحو، وكما نعلم الإنسان ابن بيئته، فالانتماء عند شحادة ليس للأرض وحسب إنّما لأهلها أيضًا، وهذا ما نراه مشتركًا بين مؤلِّف هذه الدراسة ومحور المؤلَّف.
ما يميّز الكتاب أنّ العاطفة لم تجرف كاتبه إلى زواريب الذاتيّة، بل حافظ على الأسلوب العلميّ. فيه عمق من دون تزلّف أو تبجيل أو مبالغة. لم يلخّص لنا الشعر كما يفعل بعضهم، بل وضع رؤيته الخاصّة ببصمته التي لا تزيّف بعيدًا من التنظير. وهذا أسلوب جديد في دراسة الشعر.
خلاصةً، التمسنا من خلال الدراسة أنّ الكاتب رمى إلى إظهار قيمة شعر عبدالله شحادة وتحديدًا خطّه في الغزل، وإبراز شخصيّته الوقور، عنفوانه، حكمته… وبعد كلّ ما قدّمه سلّط الضوء على إشكاليّة تصيب الواقع اللبنانيّ، وهي الحظوظ غير المتساوية في هذا الوطن، حيث أنّ المناطقيّة والمركزيّة، على غير صعيد، تؤثّر في شهرة أيّ مواطن بخاصّةٍ المبدع، فمنطقته كفيلة في أن تكون له أرضًا خصبة لينطلق أو لا. فيقول الحاج إنّ شحادة كان سيكون من ركائز الأدب الحديث وروّاد النهضة الثانية، لو عاش في العاصمة بيروت.
“مساكب الغزل في شعر عبدالله شحادة” للأستاذ الدكتور جورج زكي الحاج أنموذج يُحتذى. كتاب مرجع، في رأينا المتواضع، أدبيًّا وثقافيًّا، لكلّ من يهوى الشعر وكلّ أكاديميّ وكلّ مهتمّ بنتاج شحادة وكلّ من يودّ التتلمذ في قضايا النقد والعمل المنهجيّ المتقن. إنّها دراسة تتجاوز التقدير الأدبيّ لتصبح مرجعًا لفهم الغزل كفنّ، ولرؤية شاعر ظلمته الجغرافيا فأنصفه النقد.
                زينة زخيا زغيب

كلمة تقديم الباحثة روزيت بوستاخباريان :

لبنان يغنى ببناته وأبنائه، والمرأة اللّبنانيّة أثبتت على مدى التاريخ، منذ أساطير عشتروت وأليسار وأوروبا، إلى وقائع إنجازاتِ بناتِنا اليوم، أنّها صانعةُ إبداعٍ وبانيةُ وطنٍ، وصاحبة قرار.
الدكتورة روزيت يوستاخباريان، أستاذة جامعيّة في جامعة الشرق الأوسط، تربويّة وناقدة، تحمل على كتفيها الفتيّين أمانة التربية، لتحقّق دورها الفذّ معدّةً الأجيال والناشئة. كما تفتح كفّيها المعطائين لعالم الإبداع لتكون أملًا لنا بغدٍ برقّتها وعمق تفكيرها، واهتمامها بالزجل والقيم الأخلاقيّة والجماليّة فيه، وجمال طلّتها، وفنيّة كتاباتها، نبقى من كلمة الدكتورة بوستاخباريان ابنة بيروت الشرائع والفكر، فلتتفضّل

الباحثة د. روزيت يوستاخباريان

المداخلة النقديّة للباحثة د. روزيت يوستاخباريان :

مساكبُ الغزل في شعر عبدلله شحادة“
 
 حين أتناولُ دراسةً للدّكتور “جورج زكي الحاج”،  لا أكتُبُ فقط عن أستاذٍ جامعيّ قدير ومُشرف أكاديميّ لامع واكبَني منذ صفوفي الجامعيّة، الأولى وكان دائمَ الحضورِ في مسيرتي الأكاديميّة، فضلًا عن أنّه أشرفَ عليّ في مرحلتيْ الماجستير والدّكتوراه ، بل أكتبُ عن شخصٍ أعتزّ بأنّني كنتُ يومًا من طلّابه، فهو ليس أستاذيَ فحسب، بل أعدّ نفسي ابنةً وفيّةً له، منحها من وقتِه وعلمِه وثقتِه الكثير. تعلّمتُ معهُ كيف أقرأ الشّعر بعين النّاقد، وكيف أبحثُ في المعاني الّتي تختبئ بين السّطور. وهذه العلاقة الّتي جمعت بين الأبوّة الأكاديميّة والرّعاية الفكريّة، جعلت مقاربتي لهذا الكتاب تنطلقُ من علاقة وجدانيّة وفكريّة عميقة بأستاذي الفاضل، قبل أن تكون قراءة لمضمون دراسته.    
    لم أكن من معاصري الشّاعر عبدلله شحادة، ولم أتعرّف كُتُبه، لكن من خلال ما قدّمه جورج زكي الحاج في كتابه، شعرتُ أنّني اقتربت قليلًا من عالمِهِ، وتلمّستُ أفكارَه المتوارية بين السّطورِ الشّعريّةِ من خلالِ المقاربات الدّقيقة، والتّحليل العميق الّذي تضمّنه هذا العمل النّقديّ.
وبما أنّ هذه الدّراسة تنطلق من نصوص غزليّة شعريّة مُختارة بعناية،  فلا بدّ من أن يحتلّ الغزل حيّزًا خاصًّا فيها، لما له حضورٌ واضح في تجربة الشّاعر. وهذا الاهتمام بهذا النّوع من الشّعر نلحظه مرارًا في فكر جورج زكي الحاج الّذي يقول بأنّ الشّعر ” لغة الرّوح”، يصدرُ من أعماق النّفس، يتغذّى بالغزل، ويستخدمُ الطّبيعةَ قيثارةً لهُ.
وفي هذا السّياق، يأتي هذا الكتاب بعنوان ” مساكبُ العزل في شعر عبدلله شحادة “، بحيث استوقفني بما فيه من تركيبٍ غنيٍّ يجمع بين “المساكب” و”الغزل” إذ يوحي بتجاوزِ الغزلِ لمعناه التّقليديّ بوصفه تعبيرًا عن الحبّ والعاطفة، ليصبح حقلًا غنيًّا بالمعاني والدّلالات. كما أنّ اقتران العنوان باسم “عبدلله شحادة”، يُلمح إلى خصوصيّة التّجربة الشّعريّة لديه، وإلى أنّ الغزل في شعره لم يكن تقليدًا أو تكرارًا، بل إضافة نوعيّة تستحقّ الوقوف عندها.
 سلّط جورج زكي الحاج الضّوء على تجربة شعريّة مميّزة تنتمي إلى الشّعر اللّبنانيّ المُعاصر، حيثُ استطاع أن يلقيَ القبض بالكامل على ما يحتمله شعر عبدلله شحادة من قراءات ودلالات مفتوحة على التّأويل. هذا وقد لامس بعض الجوانب المعتمة في علاقة النّصّ بالواقع، فتمكّن من صنع صورة أكثر غنى ووضوحًا عن طبيعة النّصّ الشّعريّ وقيمته من جهة، وعن صلته بالواقع الّذي انبثق منه من جهة أخرى.
درسَ في عملِهِ الجوانب العاطفيّة، والرّمزيّة، والجماليّة في شعر شحادة، مُحاولًا تقديم قراءة تحليليّة تعكس تطوّر الغزل في زمن الحداثة، معتمدًا في دراسته على قراءة موضوعاتيّة حيث استعرض أبرز القيم الإنسانيّة الّتي تجسّدُها قصائدُه.
تناول جورج زكي الحاج في كتابه بعض قصائد المجموعة الشّعريّة الثّانية لعبد الله شحادة (أغاني الرّجاء، الكوخ الأخضر، بثينة وجميل، ذكرى الصّبا وصدى المعجزة) ، حيث استهلّ دراستَهُ بالإضاءة على سمات الشّاعر وفرادته الشّعريّة. فقد أبرز غزارَتَه في الإنتاج، وانتماءَه الواضح إلى المدرسة الكلاسيكيّة، بالرّغم من تميّزِه بميولٍ رومنسيّة عميقة تتجلّى في ولعِه بالطّبيعة وميله الدّائم إلى الحزن والتّأمّل. وقد وجدَهُ الحاج رومنطيقيًّا بامتياز، لما تتّسم به كتاباته من صدقٍ وعفويّة، بالإضافة إلى استخدامه لغة خاصّة تطبعُ شعرَه بطابع شخصيّ، وتفردِهِ عن معاصريه من الشّعراء.
هذا وقد جاء التّركيز في هذا العمل التّحليليّ، على موضوع الغزل في شعر عبدلله شحادة صاحب النّفس المتباينة المشاعر والشّاعرية، فقسّم جورج زكي الحاج مرحلة الغزل عنده مرحلتين أساسيّتين، وأبرز فيهما أهميّة فهمِ تطوّر الغزل عند شاعرنا: الأولى تمتدّ من أواخر العشرينات إلى منتصف الأربعينات، والثّانية من منتصف الأربعينات إلى المراحل الأخيرة من إنتاجه الشّعريّ. وقد أشار إلى أنّ هذه الفترة الطّويلة، أتاحت للشّاعر معايشة ازدهار المدرستين الرّومنطيقيّة والرّمزيّة، ما انعكس بوضوح على تطوّر تجربته الشّعريّة. ويلاحظ الحاج أنّ الانتقال من المرحلة الأولى إلى الثّانية تَميَّزَ بتحوّلٍ لافت، من التّركيز على شعر الجسد والعاطفة الغريزيّة، إلى التّعبير عن نضجٍ وجدانيٍّ واستقرارٍ داخليّ، ما يعكُس تطوّرًا فكريًّا وفنّيًّا في شخصيّةِ الشّاعر، ونظرتِه إلى المرأة والحبّ.
وقد لفت انتباهَه تشابهٌ ملموس بعدد من أعلام الشّعر الغزليّ، إذ رأى فيه ملامحَ قيس ابن الملوّح في ديوانه “بثينة وجميل”، وعمر بن أبي ربيعة في نزعة المغامرات الغراميّة، وابن زيدون الأندلسي في تحذيره حبيبته من العذّال والحاسدين. وعند الغوص في شعره، رأى بأنّ رومنسيّتَه صافية تشبه تلك الّتي نجدُها عند لامرتين وفيكتور هوغو، حيث الهيام الحالم والسّموّ عن المادّيّات. وقد رأى الحاج أنّ الشّاعر يتأرجح في نتاجه بين “شعر الحبّ” الرّقيق و”شعر الجسد” الحسّيّ، فتارةً يصف المرأة بصفاتٍ خارجيّة، وتارةً أخرى يسبحُ في أبعادها الإنسانيّة والرّمزيّة.
ومن جهةٍ أخرى، برزت سمة فنّيّة لافتة في شعره الغزليّ، وهي تكرارُ تقنيّة تقريب الصّورة بين نتاجين مختلفين، وهذا يظهر في قصيدة “شقراء” لعبدلله شحادة وقصيدة “سمراء” لسعيد عقل، حيث وجد النّاقد أنّ عبدلله شحادة بقي في عالم أبو شبكة في ثورته على المرأة/حوّاء، ولم يتمكّن من الوصول إلى عالم سعيد عقل حيث المرأة الهيولى/ أو حوّاء قبل السّقوط، إلّا أنّه أثار تساؤلًا مشروعًا حول أوجه التّشابه بين هاتين القصيدتين، مُشيرًا إلى أنّ قصيدة شحادة سبقت قصيدة عقل باثني عشر عامًا، ما يفتح المجال لفريضتين: توارد الأفكار والخيال الشّعريّ، أو لإمكانيّة تأثّر سعيد عقل في قصيدة شحادة، لاسيّما في أنّ الصّور في القصيدتين تتقاطع في مفردات أساسيّة مثل الحلم، الشّفة، الشّوق، الأمل. هذا التّساؤل يعكس وعيَ الكاتب النّقديّ، وحرصَه على تتبع الأثر الأدبيّ وتحليله، لكنّه لا يطلق حكمًا قطعيًّا، بل يترك المجال مفتوحًا أمام القارئ للتأمّل والمقارنة.
 
وتحت عنوان “ورود أخرى”، سلّط جورج زكي الحاج الضّوء على باقةٍ من الموضوعات الّتي عالجها الشّاعر عبدلله شحادة في ديوانه، ما يعكسُ اتّساعَ فكره، وعمق نظرته الإنسانيّة. فقد أبدى الشّاعر موقفًا واضحًا من “أهميّة العلم”، فدعا إلى طلبِه وتشجيعه، معدًّا إيّاه أساسًا للتّقدّم. كما عبّر عن تقديره لِ “الحكم والخواطر” الّتي تنبثق من عمق التّجربة الإنسانيّة، مشيرًا إلى دورِها في تهذيب الرّوح، وتوجيه السّلوك.
كما تجلّت في شعره “القيم النّبيلة والحبّ السّامي”، حيث رسم صورة للحبّ ترتقي فوق الغرائز، فيصفه بأنّه وفاء، وتضحية، ونُبل. أمّا “العنفوان والطّموح”، فكانا حاضريْن بقوّة في قصائده، إذ يؤمن بأنّ الإنسان لا يجب أن يرضى بالقليل، بل عليه أن يسعى نحو القمم “فوق النّجوم”، لأن في العلو تكمن الكرامة والجدارة.
كما تطرّق الدّكتور في تحليله إلى علاقة الشّاعر بالطّبيعة والمكان، حيث أبرز ميلَه العاطفيّ إلى الأرض اللّبنانيّة وتعلّقه بها، في مشهديّة تستحضر رومنسيات لامارتين، وألفرد دو موسيه. إذ رأى في علاقة الإنسان بالمكان تجسيدًا للوفاء الصّادق، النّابع من الإيمان العميق بالانتماء.
بحث جانب “الرّثاء” في شعره، مُظهرًا كيف كان شحادة شاعرًا حاضنًا للنّاس في مختلف مناسباتهم، يرثي ويمدح الشّعراء والرّؤساء وعامّة النّاس، ويستحضر من خلال ذلك مناطق الكورة الخضراء الّتي كان لها حضورٌ خاصّ في وجدانِهِ الشّعريّ.
ومن أبرز النّتائج الّتي توصّل إليها الدّكتور جورج زكي الحاج في معالجته لموضوعنا الحاليّ:
1- تتّسم شخصيّة عبدلله شحادة بالتّناقض الواضح، فهو يجمع بين الزّهد والانغماس في الملذّات، وبين التّضرّع الرّوحيّ والحبّ الجسديّ، ما يعكس تعقيدًا داخليًّا عميقًا.
2- يُعدُّ الشّعرُ المتنفَّسَ الأوّل للشّاعر، ووسيلتَه الوحيدة للتّعبير عن مشاعِرِه وتوثيق تجاربه، حيثُ شكّلَ كتابه “ذكريات الحبّ” مرآة صادقة لحالتِهِ النّفسيّة والمزاجيّة والرّومنطيقيّة.
3- تمسّك شحادة بالبنية التّقليديّة للشّعر العربيّ، لكنّه بدّل الطّلل بالحبيبة، ما يُظهر تحويرًا ذاتيًّا في الثّوابت الكلاسيكيّة.
4- يَظهر الشّوق إلى الماضي كعنصر متكرّر في شعره، حتّى وإن كان هذا الماضي مليئًا بالحزن والمعاناة، ما يدلّ على تعلّقه بالألم كرمز للذّكريات والحبّ.
 
ختامًا، يتّضح لنا من خلال دراسة جورج زكي الحاج أنّ الشّاعر عبدلله شحادة ليس مجرّد شاعرغزل تقليديّ، بل هو شخصيّة شعريّة مركّبة، تعكسُ في قصائدِها صراعاتٍ داخليّة، وتجاربَ إنسانيّةً عميقة. فقد جمع بين الرّومنسيّة الحالمة، والتّقليديّة الأصيلة، وعبّر عن عواطفِه تجاه الحبِّ والطّبيعة والمكان بحسٍّ مُرهف، ولغة خاصّة تميّزُه عن أقرانه. إنّ كتابَ “مساكبُ الغزل في شعر عبدلله شحادة” يشكّلُ نافذةً غنيّةً لفهمِ عالمِ هذا الشّاعر، ويمنحُ القارئَ فرصةً لاكتشافِ ملامحَ شعريّة صادقة نابضة بالحياةِ والمشاعرِ.

د. جورج زكي الحاج

وفي اختتام الندوة ألقى مؤلف كتاب ” مساكب الغزل في شعر عبد الله شحاده ” البروفوسور جورج زكي الحاج كلمة تناولت مضمون كتابه ( الكلمة موجودة في الفيديو المرفق ) وشكر المشاركين في الندوة موجها التحية الى منتدى شاعر الكوره الخضراء عبد الله شحاده ورئيسته الشاعرة ميراي شحاده .

توزيع الدروع :

.. ومع انتهاء الندوة ، قدمت رئيسة منتدى شاعر الكورة الخضراء عبد الله شحاده الشاعرة ميراي شحاده درعا تكريميا للمؤلف البروفوسور جورج زكي الحاج ، كما قدمت درع المنتدى للباحثتين د. روزيت يوستاخباريان والدكتورة زينة زغيب .

الشاعرة ميراي شحاده تقدم الدرع للبروفسور جورج زكي الحاج

الشاعرة شحاده تقدم الدرع للباحثة روزيت يوستاخباريان

الشاعرة شحاده تقدم درع المنتدى للباحثة زينة زغيب

صورة تذكارية في جناح منتدى شاعر الكورة الخضراء في معرض الكتاب : د. جورج زكي الحاج ، ميراي شحاده ، مها جعفر والدكتورة زينة زخيا زغيب .

المقال السابق

د. قصيّ الحسين يقرأ كمال جنبلاط في كتاب المؤلفين شادي منصور وعبد الحليم حمود الصادر حديثا عن ” زمكان “

اترك تعليقاً إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انضموا إلى أصدقاء الموقع على فيسبوك :

ميزان الزمان

محتوى إعلاني:

ADVERTISEMENT

ذات صلةمقالات

الشاعرة والروائية جنان خشوف تقرأ مهدي منصور في أمسيات بيروت الثقافية : شاهدوا الفيديو
فيديو

الشاعرة والروائية جنان خشوف تقرأ مهدي منصور في أمسيات بيروت الثقافية : شاهدوا الفيديو

09/05/2025
لا نتيجة
عرض جميع النتائج
  • الصفحة الرئيسية
  • امسيات
  • قصائد
  • شهرياد الكلام
  • ومضات وأدب وجيز
  • حكاية و قصة
  • مسرح
  • للمساهمة في النشر اتصل بنا