جفاف
ينضب البحر وأنا أنظر إليه من شدة الإحتراق. أريد أن أطفئ نفسي، فيجف أمامي: يقول هذا صعب علي.
التباريح لا تشفيني. أعب ماءه حتى أصير مثله في الهدوء. ثم لا يلبس تنينه يراودني. يأخذني معه في علو بلا حدود.
بحر من دموع ضاق بها صدري. خرجت مع أنفاسي تنين بحر. ثم إستحالت نافورة فوق يابستي. نخلة من نبات تكاد تشفيني.
جلست إلى مقعد صبري، أروي له تاريخ أيامي. أجهش بالبكاء معي، حتى بللني. حتى أغرقني. حتى صرت مقعدا من شدة العصف والقصف. من شدة العويل والبكاء.
أيتها الأحزان كلها، تعالي معي، تحت نافورة دمي. إغتسلي معي. فكم من هموم زاولتني. ثم ذابت معي، غب ذوبي في المساء.
د. قصي الحسين
أستاذ في الجامعة اللبنانية.
د. قصيّ الحسين