..بعد توقف فترة وجيزة عن نشر سلسلة ” أناي ” بسبب الجانحة التي إجتاحت العالم , تعود الكاتبة جمانة السبلاني إلى متابعة حلقات الحكاية المؤثرة التي تحاكي فيها الكاتبة أناها وما فيها من تناقضات الحياة ..
موقع ” ميزان الزمان ” يرحب بعودة كاتبته المتميزة بقلمها العميق والرشيق , ويعلن انه سينشر الحلقات المتبقية ليلة كل نهار سبت من كل اسبوع.
هنا الجزء 32 من حكاية ” أناي ” الذي يحمل عنوان ” غبار ” , نأمل أن تنال اعجاب متتبعي الموقع :
حكاية أناي-الجزء 32-
غُبار …
حاولتُ تخفيفَ حِدّةِ المُعاناةِ وإزاحةِ بعض غُبارِ ما حملَتهُ لِيَ الأيام الماضية . نَحَّيتُ عاطِفَتي جانِباً وأعدتُ لِعَقلي دورَه ، ” الدينامو ” المُحَرِّكِ ، والمُوَجِّهِ الأساسِيّ لكل خَلَجاتي …
جعَلني أرى بِوُضوحٍ مدى تَعَرّي المُجتَمع فِكرياً ، وفي العلاقات ما بين البشر ..
بِتنا نفتَقِرُ لأبسطِ الرّوابط . باتَ الفقرُ في المشاعِر وتبادُلِ الثِّقةِ أعظَم وأقسى من الحاجةِ لكَسرةِ خُبزٍ لِفقيرٍ مُعدَم …
بينما أنا جالسةٌ أشربُ قهوتي فوجئت بها . خرجَت مِنّي ، جَلَبَت فِنجاناً ، سكبَت لها رشفةً ، فهي بِعَكسي تُفَضِّلُ الشّاي على القهوة ، وجلَسَت على كُرسِيٍّ أمامي …
رأيتُ الأسى في أعماقِ أعماقِها . أسىً يقول :
” أناي ” ، ” هَوِّني عليكِ ، أنا الأقلُّ حظّاً من الحُقوق المَشروعةِ لأيِّ مخلوقٍ أينما كان . مع أنّني أعلمُ في قرارةِ نفسي أنّني أستحِقُّ الأفضل بعيداً عن التّهميشِ والغُربة .”
هَمَمتُ بالكلام لكنّها استَوقَفَتني قائلةً :
” أنا لم آتِ لأُعاتبَكِ أو لِأُنَغِّصَ عَيشَكِ كما فَعَلتْ . “
” أنا وبِكُلِّ صِدقٍ ، لمَستُ حزنكِ وأساكِ وودَدّتُ لو أمكَنني أن أعيد الفرَحَ لقلبِكِ والبريقَ لعَينَيكِ ،”
” لقد عمِلتِ ليلَ نَهارَ لإسعادي ، ومَنَحتِني ثَرَواتٍ و جواهِرَ لم أحلم بها يوماً . سَعادتي هي سعادتُك ، وحُزنُكِ يُضنيني … “
” أعطيتِني جَناحينِ وأطلقتِني في حُقولِكِ ، سلّمتِني مفاتيحَ خزائنِكِ وجعلتِني ” أنتِ ” …
لم تتركيني في العَدَمِ أموت قهراً وانتظاراً ” …
” أناي ” ، غاليتي ” …
” أنا وأنتِ خارج لعبة النَّهبِ العاطِفي وقتل الآخر ” … ” أنا وأنتِ حالةٌ متفَرِّدَةٌ أقلقَت الكَثيرين دونَ سببٍ جَوْهريٍّ سوى سرِقَةِ أحلامنا التي لم و لن ينعموا بمثلها يوماً ” …
أخَذَتِ الرّشفةً وعدّلَتْ جسدها على الكُرسيّ ونظَرتْ إليَّ نظرةً مِلؤها العطفُ والانكِسار ، تنتَظِرُ رَدَّة فِعلي …
وكأنّنا روحٌ واحدَةٌ، وكأنّنا ” أنا ” و ” يائي ” عُدنا إلى رفوفِ ذاكِرَتِنا كما اعتَدنا ، كما نُحِبّ ، كما نُريد …
تبادَلنا النّظرات ، أمسكنا قلبَنا ، وأقسَمنا بالدّماء التي تجري فيه ، أن نكون أنا و هي …
” أناي ” …
هل ستلتزِم بالقَسَم ؟
( جمانة السبلاني / البقاع / لبنان )
واخيرا رجعتي تكمليها
شتقنا والله❤❤❤
نحن بالأكثر عزيزتي رنا ناصر الدين . أشكرك من أعناق القلب للقراءة وللمرور الجميل ❤❤❤
دام ذلك العبق الراقي يعطر سماء الإبداع والتألق
دمت وسلمت صديقي الراقي معوض حلمي شاعى عامية ، ألف ألف شكر لشخصك الكريم 🌹🌹🌹
رائعه دمت.ِ للكلمه الجميله والمعبره منبراً وابداع
مسا يحمل لكِ كل الخير والسعاده
الصديق الأرقى سامر حلبي ، مساؤك عطر الورد ، ألف ألف شكر وعرائش ياسمين لقراءتك الجميلة 🌹🌹🌹