محطةالعريس
سيرة مفتش ومدينة
حكاية بيروت الضائعة
ل محمد محسن
صادرة عن دار النهار، بيروت، ٢٠٢٣
العميد د. محمد محسن
-×-××-×-
كتب د. قاسم قاسم :
احببت بعد قراءة السيرة ان انجز حوارا مفترضا مع العميد البروفسور محمد محسن
فبدات بالسؤال الاول وكرت المسألة:
س: عميدنا حدثني عن حكاية المفتش حسن؟
ج: على الرحب والسعة
س: هل هو القدر الذي دفع بالفتى حسن لمغادرة القرية، ام ان الهجرة من الريف بدأت باكرا.. وحتى قبل١٩٤٨؟
ج: كان طامعا لتغير مسار حياته،
س: لكنه كان صغيرا،
ج: كان اعتقاد الاب، ان السفر يعلم الطفل في مرحلة مبكرة.
س:الظاهر منذ يافعته احب ان يأخذ قراره عندما نزل إلى بيروت
ج: لان صفية ابنة عم والده تأخرت عدة ساعات لإستقباله، فقرر ان يأخذ المبادرة، حتى انه أمضى ساعات إلى حين استهدى إلى منزل صفية.
س: ترسم بواقعية ، الطريق لوصول الفتى إلى حانوت أخيه
ج: لان البناء العالي في ذلك الزمن بدأ يطل ،وقد عبر عن دهشته، اذ لم ير في حياته مثل تلك الأبنية.
س: في الحكاية، أظهرت أنواع الحلويات، والدعاية التي رافقت البيع.
ج: المناداة بصوت جهوري، استعارها حسن حين لمح بائعا للكعك ينادي.
س: كيف رحب الاهل بعودته بعد اقل من سنة؟
ج: قرر اخذ عطلة قصيرة في فصل الصيف، ليزور اهله، فاشترى وشاحا من الصوف لوالدته، وطربوشا احمر لوالده الذي عاد بعد غربة قسرية.
س:ذكرت انه عاد من القرية ، حاملا المنتوجات البلدية ، هل هي عادة؟
ج: خيرات القرية، تعتبر عربون وفاء تجاه الابناء المقيين في المدينة.
س: لماذا خبأ الفتى باقة الورد؟
ج: تصرف بشكل لاشعوري تجاه فاطمة ذات العشرة سنوات.
س:كيف تعرف على الفتى شربل؟
ج: كان حسن ، عندما يكلفه أخيه إبراهيم بشراء بعض السلع للحانوت، يمدد فترة غيابه ، للتعرف على شوارع بيروت ، حتى أقام صداقات مع فتية من عمره ومنهم شربل.
س: كيف انجذب للبذلة العسكرية؟
ج: كان يقتنص الفرص للتعرف اكثر على حياة المدينة، إلى ان جذبته التي كان يرتديها عناصر شرطة بيروت.
س:بدا حسن نشيطا في بيع شرائح الحلوى.
ج: لقد تعرف على بائع كعك متجول، واخبره ان هنالك زبائن غير لبنانين. سنغال. في منطقة الدورة، فقرر ان يذهب مشيا لبيع الشعبيات.
س: لماذا قررت صفية، ابعاد ابنتها عن حسن رغم جذوة الحب بينهما؟
ج: كانت صفية تلح على قطع الحديث بينهما، ونسيان حبه لفاطمة والاخيرة لم يكن القرار لها، او ربما لصغر العمر.
س : اخبرني، كيف أنضم إلى السلك؟
ج: بعد إخفاقه بالحب، وشعوره بالاستقلال الذاتي، مرّ بالصدفة في منطقة خندق الغميق، حيث الثكنة الفرنسية، فوجد عندأبوابها مئات الشبان، فدفعته الحشرية إلى السؤال عن سبب وجودهم. وهكذا، من اصل المئات تم انتخاب نحو ستين شابا من المتقدمين، وحسن كان سعيدا لقبوله ،وهكذا شكل تاريخ الثاني من ايار١٩٤١ نقطة تحول في حياته.
س: بعد تخرجه ، اين التحق؟
ج: كان نصيبه، ان انضم إلى مخفر حبيش، لكونه من المقيمين القدامى في بيروت،
س:لماذا جرى بعدها نقله إلى مخفر ميناء الحصن؟
ج: جاء نتيجة سمعته الحسنة، وبسالته في حفظ الأمن، وتطبيقه القانون،
وحيث توجد الملاهي، الفنادق، والأمكنة السياحية المهمة. والتي كان لا ياتي منها إلا وجع الرأس، بسبب ما يحدث فيها من شجار واطلاق نار ومعارك بالسلاح الابيض، بسبب حالات السكر، والصراع على الجميلات من بائعات الهوى، وكان دوره إرشادهم إلى الصواب لانه كان يعتبر الشرطي ليس فقط رجل امن بل مرشد اجتماعي
س:الم يفكر بالزواج بعد تأمين وضعه المعيشي؟
ج:إبراهيم، هو من شجعه، ودله على ابنة خاله الشيخ محمد، واسمها مليحة، وكانت فتاة صغيرة ، لم تتجاوز الخمسة عشر عاما، وكان حسن يكبرها بتسع سنوات
س: هل توقع نقله إلى مخفر المينا في طرابلس؟
ج: حصل بسبب إعجاب مفوض الشرطة في مخفر المينا، في اثناء زيارته مخفر مينا الحصن، بملف حسن، فانتقل مع عروسه مُكرهاً، وهناك جاءت ولادة ابنه البكر شادي لتعيده إلى مخفر البرج.
س:يبدو ان الصدف تلاحقه، عندما التقى من جديد بشربل
ج: فعلا، التقى به بعد انقطاع سنوات في مخفر البرج
س: يعتبر إبراهيم نموذجا للإخوة حين ساعد حسن في شراء البيت
ج: جمع حسن سبعة آلاف ل.ل ، وأمده إبراهيم ب ٣ ثلاثة الف ل.ل لتأمين شراء العقار ، عام١٩٢٩
س: هل كان سعيدا في قمع مظاهرة عمال الترامواي
ج: اصعب تحد واجهه، هو مشاركته مع زملائه في قمع احتجاجات وتظاهرات عمال الترامواي ، ولم يكن سعيدا في ممارسة هذا الدور البوليسي ضد الطبقة الفقيرة
س:بعد اخيتاره بما يسمى فرقة التعقب ومكافحة القمار، ما هي المهمات الي أوكلت اليه؟
ج: كانت ميزته انه يطلِّع على ملف المعتقل قبل ان يبدا بطرح الاسئلة او استعمال العنف الجسدي، كما حصل مع تاجر المخدرات الذي اعترف بجرمه
، واحدى المهمات التي اثرت على وضعه فيما بعد ، هي وجود ضابط من عائلة محترمة ، في سرير احد المومسات ،اثناء مداهمة مشبوهين في السوق العمومي.
س: لا شيء سيتغير في هذا البلد العجيب الغريب،
ج: ضحك العميد ، واجاب: بعد اعتقال قبضاي في احد بيوت القمار، في منطقة الأشرفية، تدخلت السياسة وأفرجت عنه، برغم استعماله للسلاح.
س: ما كان دور الجمعية الخيرية؟
ج: كان همها مساعدة الفقراء والأيتام، بعيدا عن السياسة
س: ما سبب نيله الاستحقاق اللبناني من رئيس الجمهورية آنذاك؟
ج: بسبب السرقات التي كانت تحصل من قبل عصابات النَّور في سوق الصاغة، وقيامه وزميله عبد البديع يكشف مخبأ الصاغة في خيمة زعيم النَّور وخروجه منها بعد هجوم النَّور عليهم ممزقي الثياب
س: ما هو الثمن الذي دفعه بعد اعتقال البترونة؟
ج: تسميم عائلة حسن بواسطة الجبنة.
س: لماذا اراد المتحمسون الاغبياء التخلص من حسن؟
ج: بسبب ما حصل في ٨ أيار ١٩٥٨ ايام الرئيس شمعون، بين حلفاء اميركا، والناصريين ، مما انعكس سلوكا عدائيا تجاه حسن التحري ، اذ لجأ عدد من المسلحين المتحمسين للعروبة بسوقه تحت تهديد السلاح إلى داخل مقر النجادة، بحجة انه يعمل تحريا وينقل معلومات للطرف الآخر ولعبت الصدفة دورها بمرور محمد علي الرز الذي أنقذه وأوصله إلى المنزل وإلا كان في عداد الموتى.
س : لنعد إلى البترونة، يبدو ان اعترافاتها ساعدت في الإمساك ببعض التجار الكبار ومنهم الزئبق الأحمر
ج: هذا الرجل تاريخه حافل بالاجرام والقتل وقد تسبب لحسن باصابة طلق ناري في رأسه من بندقية صيد اثناء المداهمة ، بعدها رقي إلى رتبة مفتش تحري ونال للمرة الثالثة ميدالية الاستحقاق اللبناني الفخرية ممهورة من رئيس مجلس الوزراء
س: والصدفة السلبية حين اصبح الضابط الذي ضبط في سوق المتعة هو قائد حسن
ج: الغرابة التي جاءت بعد توقيف حسن لاحد المروجين للمخدرات واغلق الباب وراءهم ذهب لمتابعة امر آخر ولما عاد لم يجد الموقوف الذي هرب من غرفة التوقيف التي يملك مفاتيح الاحتياط لها احدالعناصر المقربين من الضابط
س: ماذا عمل بعد التقاعد؟
كان يحب التصوير، ولديه ارشيف ضخم، وعمل تحر خاص في احدى الشركات، لكنها أقفلت بسبب الحرب الاهلية عام ١٩٧٥، حتى انه خسر في مصرف انتر أمواله من صندوق الجندية
س : حدثني عن أولاده
ج: أولاده، كان لكل منهم قصة ومسار
شادي :اصبح تحريا
مازن :احتل موقع أداري
عبير :عملت في المجال التربوي،وتزوجت من شاب مغترب في أفريقيا
إيسو :سافر للعمل عند عمه في البرازيل
س: ما سبب زيارته لفاطمة وماذا حصل؟
بسبب زيارته المتكررة لاحد احفاده في مستشفى الجامعة الاميركية، وأثناء جلوسه ألقى عليه رجل يعرفه من منطقة البسطا السلام، فسأله حسن عن سبب زيارته فقال له:
زوجة صديقي السيدة فاطمة تخضع لعملية جراحية.
داغ حسن ،وعندما جلس في مقهى، مرّ شريط الذكريات ،وحبه لفاطمة، فقرر ان يزورها، فاشترى اجود انواع الشوكلاه ،وباقة من الورد، وكانت الصدمة القاسية، ما ان اقترب من غرفتها ، عرف انها أسلمت الروح، فخرج يجول في شوارع بيروت لساعات ،وهو يحدث نفسه، وعاد إلى منزله محطم الفؤاد.
ثلاثة وتسعون عاما قضاها حسن في هذه الدنيا، نجح في كثير من الأحيان ، واخفق احيانا اخرى، ثم رحل بعد ان اقفل جميع أبواب ذكرياته
سيرة مفتش عاش حياته بقلق دائم كما هي مدينة بيروت التي تبدلت أماكنها ،
وأسماء عديدة
من الامثلةعلى ذلك:
صالة سينما كابيتول، :حلت محل انقاض سوق النخاسين
سينما روكسي:، كانت خانا لآل الشرتوني
سينما الأمبير :خان النقاش
سينما دنيا: خان محمود احمد
القصر البلدي بني١٩٢٧، على انقاض سوق الفسخة
سوق المتعة في الأصل كان معملا لمعالجة شرانق الحرير، في زمن الحكم العثماني
من اسماء الأبواب:٦
باب الدركة
باب إدريس
باب الدباغة
باب السلسلة
باب السراي
تولى حراستها
آل البواب
آل إدريس
آل ابو النصر
آل يعقوب
الأبراج:
برج سعادة
برج اللبّان
برج الداعوق
برج البربري
برج الحمراء
برج شاتيلا
الكاتب الدكتور قاسم قاسم