استغيثك حبا…
للشاعر إبراهيم خليل ياسين
-×-×-×-×-
ألتمس فيك سنين
العمر الذي امضيناه معا
بألقه وطيشه
وبكل تفاصيله الصغرى
من رهافة طفولتك
حتى رتابة رفقتك الشائكة
أستغيثك بعد الله
إن تلقاني نائما
اتركني كيفما اكون
لا تدع يدك ترمم
صعلكتي وجنوني
دعني فريسة للبرد يلتهم أضلعي
ولأسراب البعوض يلسع تقاسيم وجهي
أهملني كما عليه الآن أنا
فما جدوى فعل تنجزه
وتأتي بنقيضه
وبما يخرقه حد التشظي
ما جدوى أن تولع شمعة
واصابعك مازلت ملوثة بقتل القمر
ماجدوى كتم صوتك
نزولا عند هاجس الصمت..؟
وانت تنشر غسيل كل حلم تبادلنا ادواره
تاركا اسرارنا عارية حتى
اصبحت حكاية كل البلد
يتداولها العابرون من طلوع الفجر
حتى حلول الليل
على جبين الجدران
وفي عتمة الرسائل
وفي نشرات الاخبار المزدحمة
بسحب الدخان
وفي صحراء الأحاديث الصاخبة
يا صديقي
إن قرات صدفة قصائدي
على أطراف الجرائد
دعها نائمة في أسرتها
إياك والتحرش بها
في عقم أحاديثك الموجعة
فجميع من حولك قرأوا
ماوراء نزواتك
بعد أن استحالت إلى أرجوحة
تمزح في ظلها غيماتك العقيمة
ألتمس فيك صفاء روحك
إن صادفتني في طريق
تنحى عن السير في إتجاه آخر
خشية الرصيف الذي اسلكه
يسبقني في الهروب منك
فالجميع هنا أصبحوا يخشون
كل ما يبدر عنك حتى الهمس في عينيك
فإن شعروا بوقع خطاك
غادروا هربا من لقاءك
لابد ان تعلم
أنك أصبحت خارج حدود إلفتنا
منذ إعصار تلك الليلة
يوم ان فوجئت حبيبتك ملقاة
عند عتبة الباب
تستصرخ فيك حبها لك
وأحلامها معك
بينما آهات الوجع ما فتئت تهدُّ جسدها
أملا في أن تفزز يقظتك
حتى استحالت محض صراخ يتكئ بصراخ
وعند ذلك الصباح ادركتها جسد يتمرغ
بلا غطاء وعصف البرد
يجتر أنفاسها حد الموت