” سقط سهوا .. ”
نص نثري للكاتبة نغم الحسين
-×-×-×-×-
كنت أعلم بأنّ الدموع تتناسل وتتكاثر ! وإنّ إمرأة ولدت من رحم القصيدة سوف تمرض وتذبل وتشيخ حين تفقد من كان حارساً ليلياً على باب غرفة نومها ! من كان أخا وصديقاً وحبيباً، من شرب قهوته معها وألبسها معطفه وأهداها عطره وقلبه ورائحة صوته، من رحل فجأة وعاد محمولا على أكتاف جبل عامل، جميلا كالعريس كضفائر فيروز كأساور ملكات تدمر وصور !
بكل بساطة أقول ! أنا نصف إمرأة وبنصف قلب، وبيد واحدة
إمرأة تنتحر بصمت، وتموت بصمت وبصمت أتنقل بين الجروح والاضلع المكسورة كما يتنقّل المقاتل الجنوبي بين النيران والعبوات الناسفة، وأعرف أن سمائي بعيدة ولن ينبت الزيتون في يدي هذا العام ويشرب من ماء عيوني تفّاح غزّة، ومهما صلّيت وأشعلت الشموع لن أتمكّن من إعادة ميت الى الحياة، ومهما فعلت لن أتمكّن من تحرير أرضي، وأنا ابنة هذه الارض، هذا الجرح الطاعن في السن.
أمّا عن إسمي لن أبوح به لأحَد ! اسمي سقط سهواً عن حصان العائلة.
وها أنا أقف وحدي على شاطىء صيدا وعندما تقترب سفينتي من الشاطىء سأجمع جميع أشلائي وأرحل.
الكاتبة نغم الحسين