قصة الكاتب د. قاسم قاسم في مشوار اليوم :
جاء الصوت هادرا ، يحمل في داخله عاصفة من الريح ، حدث ذلك ، عندما هبطت في الحديقة ، مركبة صغيرة، أسطوانية الشكل ، ما ان خفَّ صوتها حتى امتد منها سلم نزل عليه ثلاثة مخلوقات فضائية.
اللحظة المروعة، كانت عندما داسوا عتبة المنزل فحملقتْ في لباسهم ، اللباس الفضي الذي يخفي شكلهم ،ثم بشجاعة اقترب ابي وسألهم:
من انتم؟
أجاب أحدهم بصوت غريب : من كوكب الميزان.
سألهم مجددا:
لم افهم، وتابع ،حسنا ماذا تريدون؟
لاحظتْ انّ أصواتهم تتشابه عندما أجاب أحدهم:
جئنا بناء على إشارة تلقيناها.
ضحك ابي وقال: هل تمزحون؟
حاول ابي ان يبعدني ، لكن احدهم طلب ابقائي.
عندها انتهزت الفرصة وسألت :اين يقع كوكبكم؟
انه خارج محيط الشمس
نظر ابي اليّ ، واشار بيده ان ابتعد، لاحظ أحدهم تصرفه، فأسرع قائلا:
لن نسرقه، لكنه يستحق الاطلاع على عالمنا.
جاءت امتحانات الفصل الاخير، لتضعني ورفاق الصف في موقف نحسد عليه، ما ان اعتلى المنبر مدير المعهد قائلا بصوت عال:
إنّ معهد الريادة، يسعده ان يقدم اليكم افضل طلابه منذ تأسيسه حتى اليوم، وهم:
سامي الحاج
شوقي رمال
مروان الصباح
طوني العشي.
عندما اقتربنا من المنصة، علا التصفيق، ثم تابع، إذا سمحتم سأقرأ عليكم دفتر علاماتهم، وتبين انها جميعها بمعدل عال، مما انتزع مزيدا من التصفيق، ووزع علينا هدايا عبارة عن قصص.
بعد ايام ، بينما كنت أعبث بحهازي ارتسم على شاشته حرف ، لم اعرف ماذا يعني ، وتبين أنّ رفاق الصف ايضا وصلتهم أحرفا مثلي، وبعد جمعها ظهرت المفاجأة،؛
دعوة إلى القمر….
امام دهشتنا وتساؤلات حول كيف سيتقبل الاهل هذا الامر ، وبين أخذ ورد وتدخل مدير المعهد اقتنع الاهل اخيرا على مضض وخوف من هذه الخطوة غير المتوقعة.
في اليوم المحدد، كانت الحديقةالعامة، أشبه بساحة توديع، إذ هبطت مركبة اكبر من سابقتها، وخرجت منها سيارة صغيرة، اقتربت من ناحيتنا والقى رجالها الثلاثة علينا التحية باشارة من أيديهم.
لم نشعر كيف غمرنا الاهل بالأحضان، حتى ان امي اغمي عليها، ولا اعرف كيف واتتني الشجاعة حين صرخت بالحشود قائلا : ها نحن ننطلق نحو المستقبل، وليكن الوداع لحظة فرح وليس بكاء !!
د. قاسم قاسم