د. قاسم قاسم في “مشوار اليوم” مع “ميزان الزمان ” الأدبي :
ما قرأته من روايات حول الحرب اللبنانية.
-×-×-×-×-
١- الناب – الياس العطروني :
2000 دار الاداب
توليفة الياس العطروني في روايته – الناب -تأتي من تركيبه لشخصية احمد ،الذي ولدته -سليمة -بائعة الهوى ،وألصقته باحدهم، ثم رمته في دار الأيتام ، ويتركه الياس العطروني ،يكابد الحياة، لنجده في احضان الأحزاب، والى زواجه ،ومحاولة انتحاره ،بسبب ظروفه النفسية ،ليصل به الأمر إلى دير الصليب.
يسرد إلياس العطروني ،كوابيس الحرب الاهلية اللبنانية وخوف احمد على ابنته -صفا- التي تزوجت شخصا مزيفا، تبين انه مقاتل في المليشيات وسارق.
بذلك بدا ان اسم الرواية -الناب- كأنه مغروسا في ثيابا- صفا- الصبية الرقيقة-
اراد الياس العطروني من وراء حبكته، تبيان نموذجا صارخا عن انحدار المجتمع، بأسلوب سهل وممتع ،ذلك أبقى اسم -صفا -ليدلل على بقايا الامل في مدينة أكلتها الاحداث.ومزقت جسدها. ..
.
٢- كوابيس بيروت . غادة السمان :
1976، منشورات غادة السمان.
ترصد الاديبة غادة السمان، في روايتها- كوابيس بيروت- مناخات المدينة، واندلاع الحرب الاهلية اللبنانية،حيث القذائف ،القنص ،وكل أنواع القتل. فيبدو واضحا ،الفساد باشكاله المتعددة ، من مال ،سياسة، وجنس ،الذي تدني إلى مستوى الحيوان ،كما ان الاديبة ،توغل في ثنايا ،وزوايا حياتها ،ووحدتها ،ولافراد عاديون يعيشون في نفس البناية.
كوابيس بيروت- عبارة عن يوميات ،تسرد فيها عن الخوف الذي لاحقها منذ مقتل حبيبها ،وما حصل لها من كوابيس مرعبة بسبب تعذر خروجها من شقتها ، وبذلك تقدم مشهدية حية ،عن تلك الفترة المؤلمة من حياة الناس.
٣-حارث المياه- هدى بركات:
1998-دار النهار
نقولا ابن تاجر القماش، ينتقل من سكن إلى آخر، ليستقر اخيرا وسط البلد ،في سوق سرسق ،حيث دكان والده ،ويعيش متشردا.
في الرواية، بدا لنا نقولا كصحافي ،يرصد تلك الاحداث البشعة بين المليشيات،
نقولا، شخصية تصارع وجودها في منطقة لا يوجد فيها سوى الرعب، الخوف، والأعشاب التى دارى بها حالته، ويصف بدقة الخبير الأقمشة وأنواعها.
في حارث المياه تشاهد مدينة محاصرة بالقلق ،مع سرد لذكريات مؤلمة ،عن خيانة والدته التي برر لها فقدان عقلها ،وتورطه بدوره مع الخادمة ،ليدلل على خراب النفوس من خلال انحدار المجتمع، وفي النهاية يجهل كيف يموت ،بعد ان فقد وعيه بالحياه وراح يعوي ،حتى أضحى حيوانا مثل رفيقه الكلب.
رواية توضح قرف الإنسان من حرب المليشيات ،حتى انه داخ من الصبر ،وبالتالي أوصلته إلى ما اشارت هدى بركات.
. ..
٤-طيور الهوليدي إن
– ربيع جابر :
2011 دار التنوير
تدور الرواية في احدى أحياء الأشرفية اثناء الحرب الاهلية ،مع رصد لأحوال المسلحين في المنطقتين ،ودورهم المقيت في تخويف الناس.
الرواية تبدأ بصرخة قوية من خلال قائمة المفقودين، مع تقديم وصف لتحولات الناس في البناية ،من خلال هذا الوضع ،وبالتالي يورد ان لكل عائلة قصة ،وخاصة آل عازار الصيدلي التي انجبت مريضا عقليا ،تحول إلى قاتل.
وبذلك يقدم رواية تحمل شخصيات تتحول في الحرب إما إلى ضحايا او قتلة، وهذا دليل على هشاشة المجتمع اللبناني ،وسرعة تفككه عند اول شعلة نار.
الكاتب د. قاسم قاسم
شكرًا لهذه القراءات الراقية المفيدة