” من كفرشيما للمدفون “
مونودراما تتألق فيها ناتالي نعوم
بالمختبر المسرحي ل يحيى جابر
-×-×-×-
كتب يوسف رقة :
.. أن تجلس في صالة مسرح 75 دقيقة أمام ممثلة وحيدة على الخشبة لا ديكور يسحرك بألوانه ولا إضاءة تبهرك ولا تشعر بالممل أو تتخذ قرار مغادرة القاعة في عصر طغت على مسرحه البهرجة والليزر وجميع التقنيات الحديثة هو أمر بالغ الأهمية ويستأهل التوقف عنده بذهول .
على خشبة المسرحي كرسي وحيدة ، هي رأسمال إنتاج هذا العرض الذي حمل عنوان ” من كفرشيما للمدفون ” والكرسي هذا ، تمكنت الممثلة ناتالي نعوم أن تقنعنا بأنه سيارة أحيانا وباب للحمام في بعض الأحايين ..والاكسسوار الوحيد كان ذلك الشال الأسود الذي استخدمته الممثلة للتعبير عن مواقف منها الحزين ومنها الراقص .
تذكرت كثيرا رمزية فايرهولد في المسرح ، وتذكرت مختبر الممثل لدى ستانسلافسكي ، وهذا ما اشتغل عليه تماما المخرج يحيي جابر في اعداد ممثل لا يتصنّع الأداء ولا يبالغ في شكسبيريته .. مختبر يحيى جابر هو مختبر الواقع تمثيلا ونصا ..وقد أحسنت كثيرا الممثلة ناتالي نعوم في تطبيق ما يصبو إليه المخرج من تلقائية الأداء الجسدي ومرونته ، وتقطيع الجمل الصوتية بالتزامن مع عفوية الإلقاء النابع من تلبّس الشخصية من داخلها .
الممثلة المونودرامية ناتالي نعوم
الخط الدرامي للنص يحكي عن معاناة إمرأة من خيانة زوجها لها ، هذا بشكل عام ، ولكن هذا الخط العام حبكه الكاتب في سلسلة من الرسائل الهادفة إلى معرفة الآخر وإزالة الصراعات في المجتمع الواحد المبنية على الأوهام بين المسلمين والمسيحيين والرسالة الأساسية كانت في انتقاد الصراع بين أطراف مسيحية مع بعضها البعض ..طبعا هذه الرسائل كان يوصلها الكاتب على هامش الحبكة الرئيسية التي بنيّت على عقد نفسية قد تنشأ منذ الطفولة ان من حيث علاقة الذكر مع الأنثى أو الأنثى مع الأنثى .
لا مجال لتفنيد وتفصيل كل ما ورد في النص من إشارات ورسائل ، لكننا نؤكد بأن حبكة النص كانت متينة وملعوبة جيدا والأهم بأنها قد وصلت للمتفرج دون أن يخدش مشاعره الحساسة في مجتمعنا المتناقض .
المخرج يحيى جابر والممثلة ناتالي نعوم في تحية الى الجمهور بعد انتهاء العرض
” من كفرشيما للمدفون ” عرض استمتعت بحضوره وحرّك أسئلة كثيرة لدي عن المسرح والمجتمع والطوائف والعلاقة بين المرأة والرجل ..
هو يحيى جابر الذي يقدم 3 عروض ل 3 مسرحيات في الأسبوع وكل مسرحية تتناول شريحة من مجتمعنا ..
يحيى جابر ، المسرحي ، أراه اليوم صاحب مختبر للمسرح ويعمل على تعرية المحتمع في لبنان…برافو أبو زكريا ..
هنا مقطع فيديو من المسرحية .. للراغبين في المشاهدة الضغط على الصورة ادناه :