( الجزء الثاني من ورد الكلام مع سفيرة القناديل كلود صوما : الحب واقع أو خيال )
الزميلة سفيرة القناديل كلود صوما حملت بعض الأسئلة إلى أصدقاء الموقع من الشعراء والأدباء والاعلاميين قيبل الاحتفالات بعيد الحب أو ” عيد القديس فالنتين ” الذي يصادف في 14 شباط ( فبراير ) الحالي
نتابع اليوم نشر الجزء الثاني من الأجوبة ، كما وردتنا دون الالتزام بترتيب الأحرف الأبجدية
سفيرة القناديل كلود صوما
كتبت كلود صوما :
ملعون انت َ عندما تدخل حياتنا دون استئذان ، تَجعل السهر صديقنا و الأرق جليسنا ، تُفقدنا الشهية على الطعام ، تسيطر على مشاعرنا ، تخدّر حواسنا ، فتتسارع دقات قلوبنا ونشعر بسعادةٍ غريبةٍ لم نشعر بها من قبل !..
لغويًا أنتَ من حرفين فقط ، لكن فعليًا انتَ قنبلة ذرية تُشعل النارَ فينا و تحرقنا من وهجك !
أيها الحب مهلًا ..! من أنت؟
هل أنت حقيقةٌ او وهمٌ ؟
هل انت مجرد كلام يكتبه الشعراء والروائيون على الأوراق، وتمثيل نشاهده في الأفلام ؟ أم ماذا ؟
هل يدوم الحب ؟ متى ينتهي ؟
هل تحتفلون بعيد الحب ؟ لماذا؟
تساؤلات عدة طرحناها حول مفهوم الحب لكتّاب وأصدقاء وشعراء ..
وهنا أجوبة الجزء الثاني من ” ورد الكلام” والحب في” ميزان الزمان” ..
الشاعر والاعلامي حبيب يونس:
1- الحب هو، كالموت، الحقيقة الثابتة على هذه الأرض. ليس وهمًا ولا خيالًا ولا افتراضًا. إنه متوالٍ، أحاسيس ومشاعر، ما نبض قلب.
2- والحب، عطية إلهية، لذا لا يمكن أن يكون فيلمًا هوليووديًّا، وفي تلك الحال، لا يكون حبًّا. إنه أجمل ما أعطينا كي نفرح، وأرقى ما وهبنا كي نبذل، وأطيب ما تناولنا، كي نغفر.
3- الحب حالة مستمرة، منذ الولادة إلى الموت. لا يمكن أن يحيا المرء بلا حب. لذا هو دائم.
4- عند كل إطلالة شمس، يكون الحب بيننا. احتفالنا به يومي، وعلى مدار الساعة، وإن لم نجارِ الجانب التجاري للمناسبة.
الشاعرة والروائية عروبة شكر :
الحبُ هو مجموعة متنوعة من المشاعر الإيجابية العاطفية والعقلية قوية التأثير، الحب هو التخلي عن كل الأقنعة أمام من نحب.
الحب قد لا يكون شيئاً ملموساً ويمكننا قياسه أو تحديده فهو عاطفة حقيقية ومعقدة للغاية تُشَكل حياتنا بطرقٍ مختلفةٍ، الحب مثل الألم إن كنا نشعر به فهو حقيقي.
الحب ينتهي حيث تنتهي الثقة.
لسنا بحاجة إلى يوم محدد كي نحتفل بالحب فكل لحظة تمر ونحن برفقة من نحب هي عيد ولا يسعنا إنتظار مناسبة ما أو عيد كي نقدم الهدايا لمن نحب لأننا حين نحب تتغير خارطة أيامنا لترتسم بريشة من نحب..
الشاعر والكاتب مارون أبو شقرا :
الله حُبّ*
معجزة طبيعية أن يتحوّل إنسان لمحور في حياتك… تعيش على انتظاره وتصير سعادتك في إسعاده، تستمرّ ليستمرّ فيك، تستيقظ لتراه وتسمعه، وتنام لتحلم به…
الحب هو الحاجة النفسية الروحية الجسدية التي تشدّنا إلى شريك، فنتوق إليه ونشتاق لنَفَسٍ من خلاله، فنرتاح ونفرح في وجوده، نكتفي إذ نتكامل ونرتقي إذ نتفاعل.. هو ديمة لزرع، ودفء لبذور…
الحبّ قوّة تدفعنا للتفكير بشخص نصنعه ملاكَنا، نخاف عليه ونخاف نخسره، متعتنا في الحديث عنه ومعه، طاقة تستنفر فينا كل مشاعر الغبطة والارتباك واللذة والسعادة عند حضوره، وكل أحاسيس الكمد والألم والحزن والشوق والانكسار في غيابه… ترقّقنا وتصيّرنا أكثر عذوبة.. نسمو ونتحقّق باهتمامنا المتبادَل.. حالة لا منطق فيها سوى منطقها الخاصّ، معها يصير للزمان معنى آخر، وللمكان طعم آخر، وللفعل حافز آخر…
هو النقطة التي فيها تتحّد كل معجزات الروح وكل احتياجات الجسد لترفع الآدمي من حالته الأوّلية البدائية الحيوانية إلى مرحلة الإنسان العاقل الشاعر المؤهل لمزاملة الخالق باستكمال عملية الخلق الكونية…
فكيف يكون وهمًا هذا المحقّقنا المغيّرنا الواجد فينا كلّ هذه الحالات؟؟
الحب عاطفة تشغل مساحة كبرى في حياتنا، هو عين الجمال وقلب الخير ودليل إليهما، هو فرح العطاء، وكل سعادتنا تكون ببعض مبادلة لا ننتظرها كمقابل أو أَجر، وقد كُتِب فيه وعنه ملايين الصفحات عبر التاريخ، فهل يعقل ألّا يكون حقيقة؟
هو الذات في الآخر، فأنت إذ تحبّ، تعشق ذاتك في حبيبتك دون أنانية، فهل تكون الذات سرابًا؟
هو في الطبيعة كالنور للشمس، وكالعطر للزهر، وكالسكّر لعنب أيلول.. لا نكون بدونه… كلّ إنسان فارق مرحلة التوحّش عاشقٌ بالضرورة..
الحبّ فيضٌ لا ينتهي، تنتهي حكاية أو تنمحي تجربة، تتعطّل كيمياء، يختفي حضور، لكنّ “الحاجة” لهذه العلاقة التبادلية التفاعلية التكاملية تستمرّ…
الحبّ احتفال دائم بالحياة والنبض والسموّ، هو أوكسيجين الروح وتاج الإنسانية، وتقديرًا لدوره احتفى لفعله فينا أجدادُنا القدماء في معابدهم الكنعانية، ولا عجب أن يكون انتشار هذه العادة قد انطلق من عندنا.. وأنا أبتهج بالهدي التمّوزي حيثما أستطيع…
الله حبّ!!!
*رسالة يوحنا، الترجمة الفرنسية.
الكاتبة والفنانة التشكيلية منى خويص :
كتب أمين معلوف “ان كنت لا تعرف الحب، فما يجديك شروق الشمس أو غروبها؟”
الحب يعطي للحياة معنى، وحافز مهم لكلّ شيء. هو الركيزة الأساسية ليس فقط في علاقة الرجل والمرأة بل بكل العلاقات الإنسانية وايضاً بعلاقة الإنسان مع كل ما حوله.
كتب الكثير في العشق بين الرجل والمرأة وفي عشق الوطن وفي الله وفي الأم، هذه الكتابات كلها ان دلت على شيء فتدل على ان الحب هو حقيقة وليس وهما، قاعدة وليس استثناء.
الكاتب والاعلامي زاهر العريضي :
الحب كما الأشياء الأخرى، موجود وغير موجود
موجود في قلوب الكثيرين، وربما غير موجود في قلوب الكثيرين.
من خلال تجربتي، الحب كما الخبز اليومي، نعيشه، نزرعه، نتنفسه، نتشاركه.
هو طاقة حواسنا، فلا يمكننا تصنيفه او تحديده، كشيء منجز وكامل ومنتهي، فالحب قابل للتحولات، كحالة أكتشاف مستمر، وتجربة متحركة، لذلك هو في صميم وصلب حياتنا، نصنعه كما نصنع صباحنا، وخبرنا، وقهوتنا، اما أن نحدده بيوم وعيد، برأيي ذلك تقييد وتقليد وتحجيم ضمن قوالب واعتبارات مرتبطة بالاستهلاك والتسليع لفمفهوم الحب. فالاحتفال لا يتححد بيوم، يمكن أن يكون صاخب ووهاج في اكثر الأحيان، وصامت ومستقر في أحيان أخرى.
الحب قوي بحيث يخترق أبواب موصدة، ويكسر عزلة، ويشعل، ويذلل صعاب، فمن يسكن قلب حب تلك نعمة، ومن يفيض منه حب تلك قدرة.
الاعلامية والشاعرة دينا خياط :
الحب أمان..الوهم هروب.
الإنسان السوي يمتاز بمشاعر صحيّة تؤكّد وضوحَه في تعابيره العاطفية ، وإحترامه لإنسانية من يرتبط به حبّاً،ويفكّر بكل القيم الطيّبة لإستيرادها إليه في محاولة لإضفاء شعور الأمان عند المتلقّي،ويساعد على نمو طبيعي للعلاقة وتمدّد المشاعر في إنائها السليم لتعيش أكثر..
– الحب شعور يدغدغ قلوبنا في كل لحظة من حياتنا.
من الناحية الشمولية الحب شعور فطري يبدأ معنا منذ لحظة الولادة ، ومع الأيام يأخذه القلب باتجاهات تتناسب مع الفترات العمرية التي نعيشها.
إذاً الحب بشكله العام واقع .. ولكن من ناحية الشق العاطفي، إذا كان الشعور متبادلاً فهو حقيقي وحقيقي جداً حتى يثبت العكس فنشعر حينها أننا عشنا في وهم كبير ونبدأ الشعور بالإحباط وعدم الثقة وإنكار وجود الحب، ولكن القلب لا يتوب فيعود لينبض بحب جديد…ولا أحد ينكر لذة النظرة الأولى وخفقة القلب وتسارع نبضاته عند رؤية من نحب أو يهتم بأدق تفاصيلنا .. هي لذّة ترافقنا حتى ولو استرجعناها كذكرى لحظية يبقى لها بصمة خفيّة صامتة في القلب.
– طبعاً هناك حب حقيقي، ولكن للأسف معظم هذه المشاعر لا تصل إلى خواتيمها السعيدة لأسباب عدّة منها المادي، الديني، أو الجغرافي.
– في زمننا الحالي ومع المغريات الكثيرة، صار الحب يبدأ سريعاً وينتهي بكبسة بلوك.. لم نعد نرى الحب الملتزم الذي يجمع الحبيبن في السراء والضراء، وتلك الزيجات التي كانت تدوم عدة عقود .. وأجزم أن أحد أسباب انتهاء الحب هي الحركات التحررية التي برأيي المتواضع أفسدت المجتمع والقيم وبالتالي جعلت الحب عبارة عن تجارب كما الوجبات السريعة .
– عيد الحب هو بدعة تسويقية مادية بحتة .. فمن يحب لا يحتاج إلى عيد أو يوم ، فبالحب يمكن أن نجعل كل أيامنا عيداً و من معنا سعيداً.
ولا يحتاج الأمين الساكب الصدق على جدار العاطفة إلى عيد..فاللهفة عيد،وتذكّر التفاصيل الصغيرة عيد،والإهتمام عيد..
وكل يوم وأنتم في حب..
الاعلامية والشاعرة باسكال صوما :
ما دام للحب عيد فلماذا لا نحتفل؟ الحب مصدره الله، ما دام الله موجوداً فإن الحب موجود أيضاً. الحب يتغير، ينمو، ينضج وأحياناً يتعب ويتألم… الحب ليس فراشات وابتسامات طوال الوقت، هو عمل ومحاولة بشكل يومي. لا أيام عطلة في الحب!
أما دوام الحب فهو قرار، وليس ضربة حظ، دوام الحب يعني أن نتحمل، أن نتألم، أن نصغي وألا ينقطع حبل الحوار والتواصل، أن نتجدد وأن ندعم الآخر وأن نستمتع!
الاعلامي محمد علي رضى عمرو :
الحب !
يُعرّف الحب على أنه مجموعة من المشاعر المعقدة التي تنتج عنها العديد من التصرّفات والأفكار المنسوجة بعواطفٍ قويّة تحكم المرء وتُسيطر على كيانه وإحساسه، فتجعله يرغب بحمايّة الشخص أو الشيء الذي يُحبّه، ويشعر بمودّةٍ وألفة وعطفٍ كبير اتجاهه، فيحترمه ويُحافظ عليه ويُراعي مشاعره ويرغب بإسعاده وحمايته من أي تهديدٍ أو خطر قد يُلحق الضرر به بأيّ شكلٍ .
تعريف الحب
يُعرّف الحب باللغة على أنه إحساس عظيم وقويّ يشعره المرء اتجاه شخصٍ ما، الأمر الذي يجعله ينجذب له عاطفيّاً بشدّةٍ ويتأثر به، فيرغب في مُشاركته جميع لحظات حياته والبقاء معه للأبد، وهو شعور جميل يرى فيه المرء شريكه في غايةً الأهميّة بالنسبة له ويجعله أحد أولوياته، وتُرادفه العديد من المُصطلحات العميقة، كالعشق، والاعتزاز بالحبيب، والرغبة القويّة بالعناية به ورعايته باستمرار، وهو شعور ينمو ويزداد بمرور الوقت، فيروق فيه الحبيب لحبيبه ويُصبح مصدراً للإلهام والشغف وسبباً من أسباب السعادة والراحة.
البوح بالحب
يقع المرء في حيرة من أمره، عندما يُلاحظ تغيّراً في مشاعره اتجاه شخص آخر، وقد يتردد في البوح أو الاعتراف بها لغاية التحقق منها، وفهم سببها وطبيعتها، لكن الحب شعور واضح وعاطفة قويّة يصعب التكتّم عليها وإخفائها .
الكمال
الميل لتضخيم الصفات الإيجابيّة للشريك، ورؤيته كشخصٍ كامل ومميّز، والتغاضي عن بعض سلبياته وأخطاء بدافع المودّة الكبيرة اتجاهه، وبالتالي ينظر الحبيب له كأنه مُختلف وبارز عن جميع من حوله، ويُبالغ بشعوره دون التفكير بأي شيءٍ آخر رغم أنه قد يكون شخصاً عاديّاً.
السعادة
الشعور بالبهجة والسعادة الغامرة من أجل الحبيب، وذلك في حال نجاحه أو إنجازه هدف من أهدافه، وعدم الشعور بالنقص أو الغيرة أو الدونيّة تجاهه، بل على العكس تماماً فيقوم بدعمه والاعتزاز به وتهنئته والشعور بالسعادة الصادقة والحقيقيّة له.
التأثر
التأثر بآراء الحبيب بشدّة وبأفكاره والاهتمام بها، حيث إن المرء قد يكون معتاداً على اتخاذ قراراته الشخصيّة بشكلٍ خاص وفردي، لكن وجود حبيب في حياته يشعر اتجاهه بالمودّة والألفة قد يجعله يرغب بمشاركته التخطيط ويهتم لأفكاره وآرائه ويتأثر بها، والتي قد تتعارض مع رغباته أحياناً لكن حبه سيدفعه للتنازل من أجل سعادة ورضا حبيبه .
إشارات جسدية
هُنالك بعض الإشارات الجسديّة العفويّة واللطيفة التي يُحاول فيها المرء التعبير عن مشاعره الصادقة اتجاه الحبيب، من خلال لغة الجسد، ومنها ما يأتي:
الابتسامة الصادقة والعفويّة: حيث إن الابتسامة تُعبّر عن السعادة والمزاج الجيّد، وغالباً ما يبتسم المرء في وجه الشخص الذي يُسعده، وبالتالي فإن ابتسامته الجذّابة المتواصلة في وجه من يُحب دليل على رغبته بالبقاء معه والتواصل أكثر، وعلى شعوره بالبهجة والراحة.
التواصل البصري
التواصل البصري: تُعتبر الاستجابة البصريّة الإيجابيّة التي تتمثل بالتركيز على عيني الطرف الآخر، والنظر إليهما مطوّلاً بشكلٍ مُباشر دليلاً على الاهتمام به، في حين أن إزاحة النظر عنه وعدم القدرة على التواصل البصري تدل على عدم الاهتمام، أو الخداع أحياناً، وبالتالي فإن نظرات العين الثابتة والتركيز يكون على الأشياء التي يُحبّها الشخص وينجذب لها.
الكاتبة والشاعرة ميشلين مبارك :
لا حياة على الكرة الأرضية من دون الحبّ، والحبّ واقع معيوش على كل المستويات: من حبّ الله إلى الحبّ الوالدي، ومن حب الوطن إلى حبّ الناس والأشياء وإلى ما هنالك…أمّا ما تقصدينه في سؤالك عن الحبّ الحقيقي بين العاشقين فإنه من المؤكد بأنّ هناك حبّ حقيقي وما الشعر أو التحفة الفنية أو سرده في فيلم سوى دليل على وجوده. إنما وبرأيي هذا العشق اللامتناهي أو الحبّ المثالي الافلاطوني فأنا اعتقد أنّه مبالغاً به. فنحن بالنتيجة بشر وكلنا لدينا حسنات وسيئات على كلّ شريك أن يتقبلها في الآخر من هذا المنطلق أقول بأنّ الحبّ يدوم. فالحبّ قرار: لا ينتهي بل يتحول إلى احترام ومعاملة حسنة وتحمل الحياة معا بمشاكلها وعقباتها وحسناتها وفرحها….
الحقيقة زوجي وأنا نحتفل به في ١٤ شباط من كل عام وإن كان برأيي أن موقفا ما على سبيل المثال هو عيد للحبّ وليس بالضرورة بحاجة الى تاريخ معين). الاحتفال وخروج الثنائي من وقت الى آخر مع بعض ضرورة لإبقاء شعلة الحب مضاءة في مواجهة روتين وقساوة الحياة. في الختام، لزوجي بيار أبي شهلا أقول: أحبك منذ زمنٍ، وزمني واقف على عتبة ذاكرتي وذاكرتي في عناق أبدي معك”.
الشاعرة شادية نعمه :
الحب والعشق هو جنّة الدنيا ونعيمها وأحياناً جحيمها !! عندما نقع فيه لا ندري كيف ولماذا كلّ ما نعرفه إننا نتعلّق بالحبيب لدرجة الشعور بأننا نطير في الهواء كالفراشة نتوق للقياه كالروح الهائمة !
فالحب يا سادتي ليس وهماً بل هو أكسير الحياة!
أما قال نزار ( الحب في الأرض بعضٌ من تخيّلنا لو لم نجده عليها لاخترعناه؟!!)
عندما يحملنا جموح الخيال إلى حبيب تتسلّل الينا صورته كالضوء من ثقب إبرة يقفز إلى ضربات القلب ويلتفّ كالخيط ينسج
ثوب الأمل ويبثّ فينا هرمونات السعادة …
وأسمى درجات الحبّ الذي لا يموت وأصعبه وأتدرهُ الحب الروحي …!إذ إنه أشرس درجات الحبّ ( وأنا واحدة ممّن يعايشونه )هو فخٌّ لمن وقع فيه لا خلاص لنا منه ولا نهاية ولا ارتواء ولا شبع … عنيفٌ وظالم لا يعرفُ عمراً ولا ديناً ولا يفيد فيه عقلٌ ولا منطق …!!ولمَ لا نحتفلُ به إذن
ونفرح بشرط أن يكون محصوراً بين عاشقينِ. فقط …!!
لا … لا … الحب الحقيقي مستحيل أن يموت …!!
الشاعر حسن خوندي :
لا يمكن للحب ان يكون وهما ونحن عشناه ولمسناه وما زلنا. قد يتوهم البعض بأن جذوة الحب تزول مع الوقت او بعد الزواج ، والحقيقة ان ما يخمد او يفتر هي اللهفة ، لهفة اللقاء نتيجة تفاصيل الحياة اليومية، ولكن سرعان ما تستعيد توهجها عند اي فراق مؤقت او موقف مفصلي مثل المرض او السفر… فتُستنهض المشاعر وتُستحضر الذكريات.
ويسألونك عن الحب ، قل الحب من أمر ربي وما اوتيتم منه الا قليلا. لان الخالق هو الحب الاكبر والاعظم.
قد يكون الحب سر هذا الكون لا بل قد يكون سببه وبدايته ونهايته والحقيقة المطلقة والهدف من الحياة ومآلها الاخير .
الأديبة زينة جرادي :
الأديبة زينة جرادي :
الحب رحلة من الأحاسيس تتجسد في أشخاص ترتدي أرواحًا يكسوها الدم واللحم. حتى لو انتهت الرحلة، تبقى الاطياف حيّة في الخيالات. قد تتباعد المسافات وقد تفنى الأجساد ولكن هالات الحب تبقى كالكارما ترتقي ومن ثم تعود في أجساد تحتفل بولادة جديدة لا تنحصر بيوم محدد أطلقنا عليه عيد الحب، فالحب يقع خارج نطاق الزمكان، انه إبحار دون ميناء أو مرسى.
وقد قال الشاعر نزار قباني
الحب ليس روايةً شرقيةً. بختامها يتزوَّجُ الأبطالُ. لكنه الإبحار دون سفينةٍ. وشعورنا ان الوصول محال. هُوَ أن تَظَلَّ على الأصابع رِعْشَةٌ. وعلى الشفاهْ المطبقات سُؤالُ.
الكاتبة والشاعرة هالة نهرا :
الحبّ هو ما يجعلنا إلى معانينا الإنسانية وإلى إنسانيّتنا أقرب؛ ويجعل برق حدسنا في الضباب أصوب؛ والتمعاتنا في الدهشة أغرب.. لو لم يكن الحبّ موجوداً ومتجسّداً لاخترعه الإنسان حتى يقترب من ماهيّته وهذا ما نفعله في قصائدنا ودواويننا الشعرية حيث نجترح ذلك الفضاء من الحبّ الجامح المقترن بالخيال لتصبح الحياة أجمل أو على الأقل أخفّ وطأة فالشعر ليس نقلاً ميكانيكياً أو نسخةً عن الواقع ممهورَين بزخارف وجماليّات لغوية، بل إنّ الشعر في جانبٍ منه هو الملاذ وجار المخيّلة وابنها وحارس العاطفة النبيلة إزاء الكون والكائنات والأشياء والوجود. الحبّ لا يُختصر بالحبيب المتجسّد في الأغاني الرومانسية أو الشعر الرومنطيقيّ، بل يدنو الحبّ من معنى المحبّة الخالصة والنزيهة أيضاً في الكثير من الأحيان فيكون حبّ الأرض والأمّ والأب والإخوة والأصدقاء والكائنات الحيّة. كتبتُ ذات مرّة أنّ بإمكان الحنان أن يغيّر العالَم وما أحوج عالمنا إلى معاني الحنان والحبّ. الحبّ الحقيقي يحرّض على ولادة الإبداع وهو في المقام الأوّل جسرنا إلى الطاقة الكونية وإلى الله، به نعبر الغامض والمجهول بقلقٍ أقلّ وبدفءٍ غامر… وُلدتُ في 14 شباط في عيد الحبّ وعلى البشر الاحتفاء بالحب في كل يوم من السنة وعدم تحويل دلالاته السامية والعظيمة إلى مناسباتٍ تجارية تندرج في ثقافة الاستهلاك. في ظل الحروب والمآسي واستغلال الإنسان لأخيه الإنسان وانعدام العدالة في الأرض لا بدّ من نشر وتعميم ثقافة الحبّ لعالمٍ أكثر رأفةً وجمالاً وعدالةً وإنسانية وفي تعزيز القيم الإنسانية وصونها.
أن نسقي عصفوراً عطشاناً أو زهرة أو شجرة هو فعل حب، أن نطعم جائعاً هو فعل حب، الكتابة الشفيفة يجب أن تتدثر بالحب، التعساء هم الذين تزخر نفوسهم بالبغض والكراهية. طوبى للذين أحبّوا أن يحبّوا.
الناشطة الثقافية إكمال سيف الدين :
من منا لم يقع في الحب؟
من منا لم تلمس شغاف قلبه تلك المشاعر التي يصعب إيجازها بكلمات ؟
هذا الحب الذي يرفع هرمون السعادة في الحياة لأصغر الأمور فنحلق دون أجنحة ونطير وكأننا فيه نتحدى العالم والظروف وحتى المنطق احيانا…
نعم انه حقيقي وإلا لما كل هذا الحزن في القلب لفقدانه او العيش من دونه …
شقية تلك الأرواح التي لم يهبها الله الحب ونعيمه
وأكاد أجزم لولا وجوده ما كان على الارض إبداع وجمال …
جميعنا حلمنا العيش معه ومع الأمنيات وكأنه معجزة كلما أصابت قلبًا نسي كل أحزانه وعاد ينبض فرحاً.
لا أظن أن هناك قلباً لا يومض ببسمة ذكرى في عيد الحب حتى لو كان في العمر عجوزا ويقول : ليت الشباب لأجل الحب يعود يوما ….!
الشاعرة آمنة ناصر :
الحب هو شعور إنساني سامي عبره ترقى النفس الإنسانية . الحب هو كلمة .. هو الوجود .. وهو الأساس الذي تقوم عليه العلاقات . الله محبة وهو الذي حثنا على الحب . هو تلك العصا السحرية التي تحول اليباب من حولنا إلى حدائق غنّاء.
لطالما كنت أؤمن بالحب . وكنت أعتبره واقعا يحيى في حنايانا . فلا يمكن أن يكون وهما ابدا . الحب الذي ارتوينا منه بداية من الأم. عند الولادة والبيئة التي نشأنا فيها هي التي تعزز إيماننا بأن الحب موجود .
الحب حقيقي ولا يمكن ان يكون مجرد تمثيل لكن هل كل المشاعر التي نحس بها تكون حبا ؟ هنا علينا التوقف أمام التسمية .
قد يدوم الحب متى تكون مقوماته أساسية ألا وهي الإهتمام والإحترام والإنجذاب أيضا. الحب هو مشاركة ومبادلة بعيدا عن الأنانية و الإستغلال فعندما يكون طرف من الإثنين يعطي دون مقابل والآخر يتلقى فقط هنا تتزعزع العلاقة بين الإثنين
وممكن أن يؤدي ذلك إلى نهاية هذا الحب. الحب المتبادل مبني على التضحية من اجله ..وتحدي الصعوبات من أجل إبقاء الود
.القلوب الصادقة لا يمكن أن تحيى دون حب ولا أن تقوم بأي عمل دون حب . لأنه هذا القلم الذي يلون الوان السماء بلون قوس قزح . هو تلك المرآة التي تعطي اتساعا للرؤية ولمساحات الجمال من حولك . يقولون ان الحب اعمى لكن في الحقيقة هو المبصر الدائم لكل ما هو إيجابي وجمالي ويغض النظر عن كل ما يمكن أن يشوه نظرتك للشخص الذي تحب .
الحب هو التسامح ..هو العدالة .. هو الإنسانية. الحب ذاك الشراع الذي يبحر بك فوق الأمواج العاتية .. هو الذي لا يعرف المسافات ولا يؤمن بمستحيل.
هو ذاك الحب الروحي الذي يحيا في حناياك والذي لا يمكن أن ينتهي أبدا .
الحب الذي يقتصر على النظر لا يستمر لأنه يكون مرتبطاً فقط على الجسد والشكل الخارجي وهنا يزول بزوال الجمال .
الحب يتجاوز المواقيت والأزمنة وهو غير محدد بعيد بل على العكس فإن تقييده بيوم محدد يحول منه إلى مناسبة تجارية أكثر منه احتفالية . الحب الحقيقي هو شعور دائم يعيش في كيانك وحواسك وخيالك وعقلك وقلبك .
الحب هو ملهم الشعراء وهو الغاية التي تنشدها القلوب . كم نحتاج للحب في زماننا هذا ؟ للأسف فقد سعى الإنسان ليكون سعيداً فاعتقد بالتطور قد يصل إلى غايته وفي الحقيقة أنه ابتعد عن المشاعر الإنسانية واعطى أهمية للمصالح التي أبعدته عن نعمة الحب
مما أضعف إيماننا به رغم أنه الحاجة الوحيدة التي نحتاجها ليبيد كل الحروب والظلم .
لو تمسكنا بالحب لما فقدنا الأمان ابدا .
ورغم كل ما يحيط الحب من صعوبات. فالقلوب الصادقة لا يمكن إلا أن تؤمن بوجوده . لأن الحب هو الإيمان نفسه .
الشاعرة رنا يتيم :
-هل الحب واقع أم وهم ؟
الله هو الحبّ الأوّل في هذا الوجود، ولولا محبّته الكاملة لما أوجَدَ الأكوان بكلّ ما عليها من موجودات وفيها من خلق. فإذا كان مصدر الحبّ هو الله فإذن نحن واقع، والحب كذلك.
-هل هناك حب حقيقي أم مجرد تمثيل نراه في الأفلام أو كلام يكتبه الشعراء؟
بما أننا وُلِدنا بفطرة الحبّ، فكلّ ما يصدر منّا يكون بدافع الحبّ، وإنْ اختلف بشكل العطاء ودرجة التعبير ومستوى الفعل.
ربّما نحاول التعبير عنه بشتّى الطرق المُتاحة، وهذا ما يحدّ من مدياته المفتوحة، فالمشاعر لا تُترجَم باللغة ولكنها تُحَسّْ.
أمّا العشق والهيام يمثّلان مرحلة مُتقدّمة جدًّا من الحب.
هل يدوم الحب ؟ متى ينتهي ؟
متى ما انقطع المصدر الأول للحبّ تنتهي الحياة.
هل تحتفلون بعيد الحب ؟ لماذا؟
نحن دائمًا في حالة حبّ لا متناهي مع كل ما يُحيطنا من أبسطه إلى أعظمه، وكلّ نَفَس يخرج من صدورنا هو احتفال.
الناشط الثقافي د. بول باسيل :
حَرْفَانِ لَا ثَالِثَ لَهُمَا
يَخْتَصْرَانِ الزَّمَن وَيتَوّجا الْكَوَاكِبِ
فَيَخْضع لَهُمَا الْإِنْسَانِ بِوِلَادَةِ التَّكْوِينِ لِيَحْفِرَ كَلِمَةَ الْحبِّ.
وَهُنَا يَبْدَأُ الْمشوَارُ
وَتَتَفَرَّعُ مِنْهُ الْكَلِمَات
وَتُتَرْجَمُ بِالْأَحَاسِيس وَالْمَشَاعِر
وَنَبْقَى بِالسرد الْإِيجَابِيِّ حَتَّى لَا نَتَطَرق إلَى السَّلْبِيِّ مِنْهَا
الَّتِي بِسَبَبِهِ اقْتُرِفت الْخَطَايَا وَانْتَهَتْ بِالْجَرَائِمِ…
هَذِهِ الْوِلَادَة الطَّبِيعِيَّة
بَيْنَ الرَّجُلِ وَالْمَرْأَةِ كَالشَّمْسِ وَالْقَمَرِ
كُلّ وَاحِدٍ لَهُ نَوْرَه وَمُخْتَلَفٌ بِالطَّابَعِ الذُّكُورِيِّ وَالْأُنْثَوَي
إنَّمَا مَا يَجْمَعُهُمْ هُوَ الْحبُّ
الَّذِي يَرْتَبِطُ وَيَبْدَأُ بِالْعلَاقَةِ الرُّوحِيَّةِ لِتُصْبِحَ علَاقَةٌ جَسَدِيَّةً
وَالْعِبَارَةُ الْمَشْهُورَةُ لَأَبُو تَمَامِ
نَقِّلْ فُؤَادَك حَيْثُ شِئْت مِنْ الْهَوَى
مَالِحب إلَّا لِلْحَبِيبِ الْأَوَّلِ
كَمْ مَنْزِلٍ فِي الْأَرْضِ يَأْلَفُهُ الْفَتَى
وَحَنِينُهُ أَبَدًا لِأَوَّلِ مَنْزِلِ
رِوَايَاتٍ وَأَسَاطِيرَ
كِتَابَات نُقِشَتْ فِي كُلِّ زَاوِيَةٍ مِنْ هَذَا الْكَوْنِ
وَأَقْلَام انْحَنَتْ بِالتَّأْلِيفِ وَالتَّوْقِيعِ
وَمَهْمَا وَصَفْنَا الْكَلَامِ بِمَا تَضَمَّنَ السُّؤَالِ
أَهْلِ الْحبِّ حَقِيقِيٍّ أَوْ وَهْم
لَوْ كَانَ وَهْمًا لَمَّا اسْتَمَرَّ
وَالْحَقِيقَةُ بَعْضِ الْأَحْيَانِ تَأْخُذُنَا إلَى الْوَهْمِ وَالْخَيَالِ
لِأَنَّ الْإِنْسَانَ يَعِيشُ بِالأَمَلِ
وَيَتَغنّى بِالْمَاضِي ، لاستمرارية
حَيَاتَهُ بِالْمُشَارَكَةِ المُسْتَقْبَلِيَّةِ لِمُتَابَعَةِ الدَّوْرِ الْحَقِيقِيِّ لِوُجُودِهِ لِتَكْوِينِ عَائِلَةً مِنْ وَصَايَا اللَّهُ وَمَحَبَّتِهِ.
الْحبّ يَسْتَمِرُّ بِالتَّضْحِيَةِ وَالِاحْتِرَامِ
بِالْمُشَارَكَةِ وَالْمُتَابَعَةُ وَالْمَسْؤُولِيَّةِ
وَيَنْكَسِرُ عِنْدَ فِقْدَانِ الثِّقَةِ
وَإِنْشطارِ النَّفْسِ عَنْ الْفِكْرِ
وَعَدَمِ تغذيَة الْقَلْب بِالْحَنانِ
وَالْفِكْرِ بالْحِوَارِ .
الشاعرة سناء شجاع :
_ الحبّ واقع، ولولا وجوده لما كان الطّفل، والثّمر، والسّلام.
_ الحبّ حالة شعوريّة حقيقيّة، يُنعم بها الله علينا لنشعر بقيمة الحياة. ولأنّه حقيقيّ لامسَ مشاعر الإنسان فكان الإنتاج الفنّي كالأفلام، والنّتاج الادبي كالشّعر.
_ الحبّ دائم فينا. نحتاجه لنحيا به وله. قد ينتهي بمادّته حين نفارق الحياة، لكنّه باقٍ روحًا، ونعبّر عن استمراريّته ابتسامةً، ومعاملةً، وعطاءً، وتقديرا.
_ لأنّي اكتب الشّعر، فأنا دائمة الاحتفال به. أستعين به درعًا متى يأتيني النّقيض، فأتمكّن من نفسي وأصونها بدرع الخير..
الشاعر جورج لطيف :
هل الحُب واقع أم وَهم؟؟؟؟؟
هل هناكَ حُبٌ حقيقي ؟؟؟؟؟
الحُب لا واقع ولا أوهام !!
غَفوة عِشق عا مخدة الأحلام
لو كنت مين ما كنت ما بتفْرَح
إلا ما تعرف لِذِّة الألام
لا بتلمَحو ولا بتقشَعو مطرَح
وقت اللي بَدّو بيجبرَك ماتنام
ووقت اللي بدّو قلبَك بيجرَح
وما تطيق فَوْقَك شرشَف ولا حرَام
الحب طير وكل ما رَندَح
بترقُص إلو الساعات والإيام
وبالحُب لا بتمنَع ولا بتسمَح
بيمحيلَك القاموس والأرقام
بالحًب لا بتُخسَر ولا بتربَح
بتبقى لورا وما بتقشَع لقدام
أصلو بلا أصل وعايش مشَرْشَح
لا خوال في عندو ولا عندو عمام
الحُب أذكى وأبْدَق وأنكَح
من كل يللي تفاخروا أزلام
بيهجُم عليك مقَنَّع مسَلَّح
بلا مقاومة بتعلُن الأستسلام
ومن قبل ما تجمَع ولا تُطرَح
ودَمعَك بِكِّمَك قبل ما تمسَح
ومن قبل ما تحاضر ولا تشرَح
سألني أنا بالحُب ما بمزَح
الحُب ما عندو لا إم وبيّ
وكلّ اللي حَبّوا بعدهٌن أيتام
٤شباط ٢٠٢٤
الكاتبة عبير عربيد :
كثرت الأساطير عن قصص الحب، واعتبر الحب خياليّا نتوق لنصل إلى ضفاف روافده، ولن نصل.
ثقافاتنا جعلت الحبّ يبدو لنا مستحيلا، فكلّ نهايات الحب الحقيقي كانت مأساويّة.
هذه الأفكار جعلتنا ننبذ أيّ شعور ولهٍ قد ينتابنا، ونسدّ كلّ سبل العشق في لاوعينا.
لكن في الحقيقة، إذا قرأنا كلّ ما مرّ بطريقة عكسيّة سنجد بأنّ معنى الحب الحقيقي هو بداية الحياة، فقصّة روميو وجولييت بدأت مع موتهما فخلّدا، وقصّة قيس وليلى بدأت بعد الحرمان، والحياة بحدّ ذاتها تبدأ مع أوّل نبضة قلب ورعشة، ليس مع أوّل صرخة ولادة بيولوجيّة. كلّنا ولدنا وعشنا واستمرينا بالعيش حتّى النّفس الأخير، ولكن…
هل سألتم أنفسكم يوما إذا كانت هذا الاستمرار قد ترك أثرا في نفسكم؟ هل شعرتم يوما أنّكم وُهبتم الحياة لتجدوا طيفكم ، لتجدوا أنفسكم؟
وهل كنتم يوما أنت بعريّ الرّوح الأوّل، بتجرّدكم، بعفويّتكم، بروحانيّتكم دون تنميق الكلام والتّصرّف والحركات، دون الاهتمام بمظهركم،نبرة صوتكم ووقفتكم؟
هل وجدت نفسكم الحقيقية أمام أحد، ربّما لم يكن بالحسبان، وربّما شعرتم بروحه ترافقكم قبل أن تراه؟
إن استطعت التّفكير بكلّ ذلك بعمق، وكانت إجابتك إيجابيّة
أقول لك أنت عاشق ولهان، فلن تنتظر يوما لتقدّم وردة حمراء ، وقد تكبّدت ذلك العناء فقط لإرضاء شريكك، ولرفع الملامةعنك، لأن حياتك ستكون عبارة عن بستان أرجواني، ربيعه دائم، أشجاره تقطر عسلا صافيا، وأريجه يملأ القلوب.، لا بداية له ولا حدود لنهايته. عندها فقط تكون قد أدركت قداسة الحب، والحب أدرك معكما معنى الخلود
عبير حسيب عربيد
الأديب غازي قيس :
أوَ تسألين هل الحب حقيقة أو وهم ،هل دقات قلبي وهم ،هل أنفاسي وهم ،هل أنا مخلوق من وهم ؟
الحب يا سيدتي لا يحتمل التشكيك والتأويل ،الحب لا يحتاج تعريفاً ولا تبريراً ،لأنه المبرر الوحيد للوجود ،لكنني سأقول لمن يسأل ما الحب أن ترى في عيون الناس عيون حبييك وترى وجهه في كل الوجوه ،فلا تدري إن كان قد اختار سكنه في وسط عيونهم أم أن الخلق قد أصبح لمعشوقك أشباهًا …الحب أن يصبح محبوبك كل دنياك ،فيختصرك في ثنايا روحه فيصبح هذا الحب حلم عمرك المنتظر ،وأن البدر يأخذ من عينيه نوره ،وكأن الحياة سطر على جبينه …
أتعلمون ما الحب؟
وتلهث حروفي متوسلةً ،أرجوك لن تستطيع تحديداً لغير المحدود بأبجدية هزيلة أمام عظمته …الحب نبض صادق مترفع عن المصالح والغايات…الحب توحد وعبادة …الحب لقاء الروح بتوأمها لتكتمل الحياة …إنه الفرح الكلي والسعادة المطلقة،الشوق والغيرة ،الإهتمام والقلق ،إنه أنه إنه كل الوجود …
الحب الحقيقي لا ينقضي وطره إلا بعد أن يبددنا الموت…
الأديبة جورجينا ضومط :
الحب ليس هذا الغرام العبثيّ أو الهمجيّ الذي نعيشه في قصص الخيال، أو حتى في الأفلام الرومانسيّة فحسب، والحقيقيّ منه له أوجه متعدّدة تتلخّص في أمور كثيرة منها السعي إلى التفاني والإخلاص، وحب العطاء، وحب الجمال الروحاني، والوهميّ منه هو المبني على ضجيجٍ فارغٍ، ومشاعر تتوزّع هنا وهناك ضائعة بين هذه وتلك. نعم نحتفل بعيد الحب لأنّه مقدس وهبة من الله علّه لا يُصلب تحت وطأة التجارة والمساحيق المستوردة. وأكيد يدوم إذا وُجدت النوايا الحسنة، والتوافق الفكريّ الواعي، مع العلم أنّه يضعف مع الوقت نتيجة المشاكل والهموم اليوميّة، ولكن لا يموت.
الكاتبة والشاعرة صفا قدّور :
هو الحبّ.. ضيفٌ متطفّلٌ يزور القلوب دون سابق استئذان، وفي سدرة معانيه تسمو الأرواح وتلتقي الجوارح ويُسكب حبر الحروف الأولى لقصصٍ، بعضها تنتهي نهايتها قبل البداية، وأخرى تمتطي سلّم الملاحم السرمديّة التي لا تخمد شموع توهّجها..
هو عناق روحيْن بسحر الروح والفكر والشغف، ولوعة القلب ولهفة العقل.. هو تلك المعزوفة المطرّزة بالحاء والباء والمؤنسة لضجيج الليالي الباردة، وفتور النهارات الصاخبة..
أمنية الحبّ واحدة.. أن نسقي ورود بهجته كل يوم بترياق الاهتمام، المودّة، الألفة، الثقة، التضحية والوفاء، وحينها ستصير كلّ أيّامنا عيدًا للحبّ..
صفا قدّور
الكاتبة كلود جعجع :
الحب٠٠٠
طبعا ومن المؤكّد أن الحب هو واقع حقيقيّ لا لبس فيه لذلك يُقال: وقع في الحب ، ليس لأن الحب جورة أو حفرة بل لأنه بحر مائج عاتي من المشاعر العاتية والمُربكة واللذيذة والصعبة والمخيفة والجميلة والمؤلمة والمشتَركة في آن واحد ٠٠٠
هذه المشاعر المختلطة تغنّى بها الشعراء والمطربون وأشاد بها العشّاق منذ فجر الخليقة وسيبقون إلى الأبد طالما هناك قلوب تنبض وشفاه تغنّي وأقلام تكتب وعيون تشتاق وهرمونات حيّة تفرزها أجسام المحبّين٠ يدوم الحب ويستمرّ طالما المحبّون يصونون هذه المشاعر ويخافون عليها كما تحافظ الأم على مولودها الغالي ويدوم الحب طالما هناك يدٌّ تمسك بدفء وعقل يعمل بإخلاص وقلب ينبض بشوق وتفاهم يزيل الصعاب وحوار يتخطّى الأنانيّة
وصبر يمهّد للتواصل وتنازلات من كل طرف٠
وقد ينتهي الحب إذا أصابه المرض، ومرض الحب الأوّل هو التغاضي أو الإهمال ثم الروتين والتكرار ثم التباعد والجفاء وكذلك الخلاف والأنانية والغيرة المشكِّكة العمياء والتسلّط المدمّر٠٠٠
أما عن الإحتفال بعيد الحب فهو ضرب من التجارة الرخيصة بهذه المشاعر النبيلة والتي هي أكبر وأسمى واهمّ من ذكرى سنوية عابرة كغيرها من الذكريات٠
فالحب حالة صلاة دائمة الخشوع وشعور دافئ لا يفتر ولا يبرد
وسعادة لا تضعف ونار لا تنطفئ ، لذلك مَن يحب لا يحتاج للتذكير وحبّه ليس غائبا ليذكره وليس مائتا ليحييه وليس منسيّا لينشد ذكراه البعيدة .
إن لم نُحبّ لن نتشبّه بالخالق الذي أرادنا على صورته ومثاله وهو ينبوع كل حبّ ومحبة
ملاحظة : نظرا لكثافة الاجابات ، تمّ تأجيل البقية الى جزء ثالث سننشره يوم الثلاثاء المقبل ..مع تحيات ورد الكلام في ميزان الزمان ..
الحب هو كما الحياة والموت …حقيقة نعيشها في كل لحظة ..وهو قد يفاجئه الموت في أي لحظة ..نحن من نجعله مستمرا ونكون به سعداء ..ونحن من نقتله في ساعة غفلة …فارحموه يرحمنا …واجعلوه منارة لنعيش بنوره …ولاتخفتوا نوره فنعيش في حسرة فقدانه …
كل الشكر صديقتي كلود
وكل التوفيق لصفحة ميزان الزمان