“في مساءلة العبثيّ “
للكاتبة والشاعرة د. لارا ملاك
-×-×-×-×-
ما هذا الخوفُ أيّها الصّرصارُ البهيُّ في هبائِه؟
ما هذه الصّرخات تهابُ فيكَ
ما ليسَ فيكَ ما ليس فيّ؟
عدْ مثلي إلى هبائكَ الورديّ
اسقطْ في الورود
وخذْ شيئًا من حظّها الأنثويّ
شيئًا من شعريّتها الرّتيبة
والفظ وجودكَ في سجود الآخذين بالضّلالة
من يدها الكئيبة..
قلْ بعض سمعكَ على الجمال الكاذب
وتوهّم دخول الفراديس عبثًا
ككلّ المترفين الهادئين..
لك أجنحة العبثيّ في باب القصيدة المهجورة
لي كرسيٌّ فارغٌ وانتظار
لك مساحة الكون الهادئ
لي مساحاتٌ من خيالٍ مفجوعٍ بخيالي..
تهيّؤاتي قليلُ ظلِّكَ
وما أنتَ بالقليل في ذاتكَ الكبرى..
لكَ الدّماثةُ الخاليةُ من توقّعات الآنِ
لكَ مسيرُ البسطاء وأشلاؤهم..
اعتلِ كرسيَّ الوقت
واخطبْ بالبائسين الملتاعين
قلْ لهم كيف الوجودُ الأصغر
وكيف الوجودُ الأبعد..
قلْ لهم إنّ الكون مضمحلٌّ تحتك
ركامٌ فوقك..
مستعرٌ وجودُكَ حين نغضب
مكفهرٌّ وهجُكَ حين ندميكَ كي ننام..
اعتلِ الكرسيَّ البقاءَ
وقلْ لنا كيف نبقى..
يا من حضورك أطرى من غيابكَ
يدهسني فيكَ المتوقّع
فأهيم بالغريب
بالرّكام الجمالِ والموت الجمالِ..
انتفضْ على العبثِ الطّريق
كأنّ الفراشةَ لم تشوّه فمكَ
كأنّ النّملة تجوب في مداركك بنيّةً
معتذرةً عمّا أصابكَ..
كن للطّريق أناه الجريحة
وعدُه المستقيل..
د. لارا ملاك