قلبٌ كَبير!!
(قراءة في قصيدة الشاعر د. ابراهيم شحرور).
شاب … وما قلّي
“””””””””””””””
قلّي الهوا :
“لمّا بْصير كْبير
حالف مَ خلّي غصن بالبستان
وْعا قدّ ما رح زعّل عْصافير
بعمل عصي تا فرّح العميان
وْلو ضلّ في عندي حطب بيصير
حلم الدفا عَ مْخدّة البردان “
وْقلّي الخشب:
“لمّا بْصير كْبير
بيصير فيّي روح عَالنسيان
ياما بصدري انْدقّت مْسامير
ودمّي بقي مْعلّق على الصلبان
والنهر غسّل غلطة الإنسان “
وْقلّي النهر :
“لمّا بْصير كْبير
منطوّل السهره أنا وْنيسان
وْمَ بْعود إنزل عالبحر بكّير
مَ البحر مش قدّ الزهر عطشان “…
يا ريت قلبي كان بعدو زغير
طالع عَ بالي إسألو لو كان
طالع عَ بالو يصير …
قلب كْبير!
…وهنا قراءة رئيس منتدى “لقاء ” الثقافي الدكتور عماد يونس فغالي للقصيدة , كتب يقول :
صحيح، هي الصورة المنبثقة من أقنوم الفكر الشاعريّ لإبراهيم شحرور، المولود في الشعر قبل كلّ الحدود…
قصيدةٌ من رحم الطبيعة مدّها على حلمٍ “طالع ع بالي… لمّا صير كبير”. بين عناصر الطبيعة اختار الأكثرَ هدرًا، جارفًا حلمَه في القوّة فيه، طاقةً يجرف فيها ضعفاتِ ما يطاله، لا حبّ عنفٍ، بل رغبةَ خدمةٍ نابعة من فيضِ رقّة، من حبّ.
“وْعا قدّ ما رح زعّل عْصافير
بعمل عصي تا فرّح العميان
…حلم الدفا عَ مْخدّة البردان”.
نعم، هو الحبّ، فعلٌ هنا، يتجلّى.
“قلّي الهوا… قلّي الخشب… قلّي النهر…”
كلّ ما يفعلُه “لمّا بصير كبير”، من حبٍّ، وهي عناصر لا قلبَ لها، أتاها الشاعرُ بالقلبِ استعارةَ إنسان، يُفترضُ قلبُه يفعلُ الحبَّ، ويفعلُ حبُّه فعلَ القلب.
ينظرُ الشاعرُ إلى قلبه الهرِم “شاب … وما قلّي”، يتمنّى له عودًا إلى يفاع، “يا ريت قلبي كان بعدو زغير”، ليسأله، ليرسمَ له فعلاً من قامته متى كبُر
“طالع عَ بالي إسألو لو كان
طالع عَ بالو يصير …”
نعم، يريدُ جامحًا أن يقولَ له قلبُه، الذي يقدّمه نموذجَ قلبِ كلّ إنسان، “طالع ع بالو يصير… قلب كبير”.
مُرسَلةٌ من قامةِ إنسان. “طالع ع بالو” الشاعر أن ينظر في الإنسان، على العالم، مدى الزمن، قلبَه الكبير، بل فعلَه الحبَّ ملء الدنيا، وسعَ الكون، يمتدّ بين الناس، يُهدي فرحًا وكلّ جمال…
ابراهيم شحرور، شاعرًا من قلب الصورة الشعريّة، أطلقتَها ههنا منذ الطبيعة، نشيد الشعر وملهمِ الشعر، إلى قلبِ كلّ صاحب قلب، ليكون “طالع ع بالو يصير… قلب كبير”.