منصة شهرياد الكلام : قصيدة تضامنية مع شعب فلسطين للشاعر وجدي عبد الصمد :
أَطْلِقْ سِهَامَ الحَقِّ كَالطوفَان
في سَاحَةِ الفرْسَانِ .. في المَيدان
شَعْبٌ يُقَاتلُ طَاغِيًا بِشَرَاسَةٍ
وَيُقيمُ عِيدَ النَّصْرِ لِلشُّجْعَان
شَحَذَ السُّيوفَ، أَطَلَّ مِنْ عَلْيَائِهِ
مِنْ نَزْفِ حُلْمٍ يَعْتَلي بِكِيان
مِنْ وَجْدِ رِيحٍ جُرِّحَتْ أطْوَادُهُ
ذَاكَ الصَّدَى أسْرى مَريرَ هَوان
أمَّا الشَّهَادةُ في الوَغَى مِنْ أمْرِهِ
كَعبادَةِ الدَّيَّانِ لِلرحْمان
بِعَزَائِمٍ في مَجْدِ غَزَّةَ تَرْتَوي
هيَ صُنْعُ جًلْمودٍ مِنَ الصوَّان
تُلْقي بِأرْواحٍ بِسَاحٍ لاهِبٍ
لِكَرَامَةٍ وَسَمَتْ رُبَى الأوْطان
لِتَشُمُّ خَدَّ القُدْسِ في وَرْدِ العُلى
ظَفَرًا، يُفَكِّكُ عَتْمَةَ الأذْهَان
في لَيلِهَا نَطَقَ الغَمَامُ بِشَوقِهِ
لِصَبَاحِ يَافَا، في غَفَى الأجْفَان
هيَ بَيْرَقُ الأبْطَالِ في لَونِ الضُّحى
وَهْيَ الأمينَةُ في جِمَارِ أمَاني
طوبى لَهُمْ بِبُطولَةٍ وَبَسَالَةٍ
مَا سَطَّرَ التَّاريخُ مِثْلَ تَفَان
فَعَلَى مَآذِنِهَا يُغَرِّدُ جُرْحُهُمْ
يَسْمو، يُصَلِّي شُرْعَةَ الأدْيان
وَبِخانِ يُونِسِ هُجِّرَ الزَّهْرُ النَّدي
مِنْ رَوضَةٍ ثَارَتْ عَلَى الطُّغْيَان
فِيهَا الزَّمَانُ تَحَصَّنَتْ غَدَرَاتُهُ
سُفِكَتْ دِمَاءُ جَدَائِلِ الألْوَان
أَبْنَاؤُهَا الأحْرَارُ لا نَدٌّ لَهُمْ
جَمَعوا الغِلالَ دَمًا عَلَى الشُّطْآن
أمَّا رَفَحْ !.. ثَوبَ الكَآبَةِ أُلْبِسَتْ
قَدَرًا هَوَى في حَومَةِ النِّسْيَان
يَرْتَاحُ في أحْضَانِهَا اللهُ العَلي
أَمْجَادُهَا تَزْهو على التِّيجان
اُسْدٌ بِرَامَ اللهِ في عَرْشِ الوَرَى
نَحْوَ السَّمَاءِ تَجَنْدَلوا بِأمَان
بِمَغَازِلِ الأفْلاكِ فَوقَ رُبُوعِها
مَنْصورَةٌ، تَقْوَى عَلَى البُهْتَان
وَتَضَوَّعوا بِأريجِ أحْكَامِ النُّهى
عِبَرًا، فَزَانَ الحَقُّ في البُرْهَان
وَإلى الشَّهَادَةِ شِيبُهَا وَشَبَابُهَا
يَتَزاحَمونَ لِنُصْرَةِ الإخْوان
مِنْ مَنْطِقِ الأدْيَانِ في كُتُبِ السَّمَا
أوحَى بِهَا البَاري بِنُطْقِ لِسَان
لبَلابِلٍ في السَّاحِ تَحْرُقُ صَبَّهَا
في صُفْرَةِ الأيَّامِ وَالأزْمَان
فَالإنتِفَاضَةُ بُورِكَتْ قَسَمَاتُهَا
في ثَورَةٍ كَالنَّارِ في البُرْكَان
كَمْ أنْبَتَتْ فَوقَ الآديمِ فَوارِسًا
لا يُبْصِرونَ سِوى لَظَى النِّيران
لَكَأنَّهُمْ خُلِقوا بِلَيْلِ تَشَتُّتٍ
وَتَوَسَّدوا في وحْشَةِ الأشْجَان
وَتَقَاسَموا وَجْهَ الصَّبَاحِ وَدَمْعَهُ
مَسْلُولَ فَيْضٍ، سَارِجَ الأكْفَان
حَدَقَاتُهُمْ تَبْكي وَتَرْثي لَيْلَهُمْ
بِنَوَاظِرٍ تُخْفي أذَى الأحْزَان
حَتَّى سُكونُ الليلِ أتْعَبَهُ الصَّلا
في غُرْبَةٍ وَحْشِيَّةِ الجُدْرَان
فَبَدَا عَلَيْنَا مِنْ ظَلامِ سَلاسِلٍ
قَبَسًا، أنَارَ مَشَاعِلَ الطوفَان